العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ

كويتيات يطبخن بحسب رغبة الزبائن في بيوتهن مع التوصيل للديوانية

أم محمد تلبي رغبات أصحاب الديوانيات والحريم الخاملات

انتشرت في الكويت ظاهرة قيام الكويتيات المتقاعدات عن العمل بتقديم خدمة مميزة لأصحاب الديوانيات، وذلك بتلبية رغباتهم بالطبخ لهم في بيوتهن بدلا من إحضار العشاء أو الغداء من المطاعم المنتشرة في المناطق السكنية.

يقول جاسم الخالد، أحد أصحاب الديوانيات في الكويت: "لقد وجدت هذه الخدمة من الكويتيات تلبي رغبتي في تقديم وجبة عشاء لضيوف الديوانية "طباخ بيت" بدلا من إحضار الأكل من المطاعم، وهذا فيه نوع من الإهانة للضيوف، وبالتالي فإنني اتصل بأم محمد التي تتلقى طلبي عبر الهاتف، وأرسل لها المبلغ بعد الاتفاق معها على عدد الأشخاص "المعزومين" لدي في الديوانية".

ويقول الخالد: "إن أم محمد تعطينا الخيار في الوجبات ما بين استخدام الدجاج المثلج أو الطازج، وكذلك بالنسبة للحم الاسترالي أو الطلي العربي، وكل شيء بسعره".

إلا أن الخالد وكنيته بوفهد يضيف: "بهذه الطريقة ارتاحت زوجتي من الطبخ الاسبوعي لرواد الديوانية الذي كان يزعجها كثيرا، إلى أن توصلت إلى الطباخة أم محمد التي أتعامل معها بالهاتف ولم أشاهدها".

غالبية ضيوف بوفهد لا يعرفون أنه يطبخ خارج منزله، وهو يمتدح طريقة الطباخة المنزلية أم محمد، وخصوصا طريقة عملها لمكبوس اللحم أو مطبق السمك، فهي لا تنسى عمل الفلفل الحار، أما عن مرقة البامية فإنها تعملها بطريقة رائعة، كما يقول.

مراسل "الوسط" في الكويت أخذ رقم هاتف أم محمد واتصل بها، وسألها عن وظيفتها فقالت: "في الكويت لدينا ديوانيات كثيرة، وكل صاحب ديوانية يعمل العشاء كل أسبوع، ولذلك فكرت في تقديم هذه الخدمة لهم".

وأوضحت أم محمد قائلة: "في كثير من الأوقات أعتذر عن تقديم الخدمة لأنني مرتبطة بطلبات كثيرة لا استطيع تنفيذها، وأحولها إلى صديقاتي". وتقول أم محمد: "كالعادة فقد وصل حسد الكويتيين إلينا وبدأوا في نشر مقالات في الصحف يهاجموننا ويحرضون البلدية ووزارة التجارة ضدنا، في مسعى إلى التضييق علينا ووقف خدماتنا للديوانيات".

وأشارت أم محمد إلى أن أكثر المتضايقين هم أصحاب المطاعم الذين لا يستطيعون أن يقدموا المستوى نفسه في الطبخ والأكل الكويتي المتميز. وعن موقف زوجها قالت أم محمد ضاحكة: "إن زوجي لم يتضايق من تقديمي لهذه الخدمة للديوانيات، بل أنه عندما يريد عمل عشاء لأصدقائه في إحدى الديوانيات يدفع الحساب مقدما"!

وعن أسعار خدماتها تقول إن ذلك يعتمد على عدد الأشخاص، فـ "إننا إذا اعددنا الأكل لعشرين شخصا "دجاج والحشو والرز بالزعفران والدقوس مع السلطة" فسعره أربعون دينارا، ويزداد السعر إذا طلبوا الحلو الكويتي. أما إذا كان الطلب "غوزي عربي" فإن السعر 80 دينارا. وفى حال طلب صاحب الديوانية لحم خروف استرالي فإن السعر 60 دينارا.

وعن خدمة التوصيل تقول أم محمد: "نحن نقوم بتوصيل الطلب أيضا". وحين سألتها عمن يساعدها في الطبخ أجابت أم محمد: "لدي أربع خدمات يقمن بمساعدتي في الطبخ، وخصوصا إذا كانت لدي أكثر من طلبية".

أسرار صناعة الحلوى!

وأجرينا اتصالا آخر بأحد المنازل التي تقدم خدمة تجهيز الأكل، وتحدثنا مع أم عبدالله التي قالت إنها مختصة في عمل الحلوى فقط للمناسبات، وإنها لا تطبخ العيش واللحم. وأضافت أن "زبائني من المدرسات والموظفات، ممن لا يتمكن من عمل الحلويات، أقوم أنا بتقديم هذه الخدمة لهن".

وعن خدمة التوصيل قالت: "أنا لا أقوم بتوصيل الطلب، وإنما الموظفات يقمن بإرسال السائق".

وتضيف أم عبدالله: "أن كثيرا من الموظفات يطلبن مني طريقة عمل الحلوى، ولكنني في الحقيقة لا أقول لهن الوصفة الصحيحة! حتى لا أفقد مصدر دخلي".

وتستذكر قائلة: "إن إحدى الموظفات اتصلت وعملت لها الحلويات فأبلغني السائق أن "ماما تقول الفلوس بعدين"، ولم اتسلم فلوسي لفترة طويلة، إلا أنها اتصلت وطلبت أن اعمل لها حلويات مرة أخرى فرفضت، وذكرتها بالحساب القديم لأكتشف أن السائق "الملعون" أخذ الفلوس، وخدعني بقوله إن ماما ستدفع لاحقا، بينما قال لها إنه سلمني المبلغ! وهذه الحادثة جعلتني أحتاط واتصل بكل زبونة إذا لم يحضر السائق المبلغ عند التسلم".

مشكلة البلديات!

المفتشون في بلدية الكويت الذين يقومون بالتفتيش على المطاعم لا يستطيعون التفتيش على البيوت التي تقدم هذه الخدمة. ويعلل المفتش بدر المطيرى بقوله: "أنا لا استطيع دخول هذه البيوت لأننا بحاجة إلى إذن من النيابة العامة، ما يصعب مهمتنا في وضع حد لهذه الظاهرة وخصوصا أننا لا نعرف كيف يتم الطبخ وهل تتوافر الاشتراطات الصحية والنظافة فيها".

وفى الصيف تأخذ أم محمد وأم عبدالله إجازة وتسافران إلى الخارج، إلا أنهما تتلقيان الطلبات على هاتفهما الدولي، وتعطيان التعليمات للطباخات في المنزل للقيام بالواجب وتحضير العشاء أو الحلو للزبائن الحلوين

العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً