صرح أحد السادة المحافظين، استنادا إلى ما نشر في صحيفة محلية حديثا بـ "أنه بحكم التوأمة التي تربط محافظة جنوب سيناء، والعلاقة المميزة التي تربط الشقيقتين مصر والبحرين، وبحكم روابط العروبة، وبحكم الحب والمعزة بين القيادتين، يناشد - باسم أهالي محافظته - صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو رئيس الوزراء الموقر إرسال طائرة خاصة تحمل وفدا من أهالي محافظته ليعبروا لإخوانهم في شرم الشيخ "بمصر" عن استنكارهم الأعمال الإرهابية الوحشية والوقوف معهم. .. إلى آخر التصريح".

هذا الشعور العارم من سيادة المحافظ - وفق مرئياتنا - يعبر عن نبل إنساني وأصالة عربية وحمية إسلامية. لكننا نسأل: أين هذا النبل، وأين هذه الأصالة وهذه الحمية لا نحسها ونسمعها منه وهو يعلم ويسمع ويرى منذ أمد طويل الإرهاب نفسه والجروح نفسها والدماء الطاهرة نفسها في أرض نينوى؟

وعليه نسأل سيادة المحافظ: ألا تعلم أن الإرهاب في مصر هو ذاته الإرهاب القائم في العراق؟ أليست الدماء الطاهرة الغالية التي سفكت في مصر هي ذاتها الدماء المسفوكة في العراق؟ أليست جروح العراق وجروح مصر متساوية عند كل صاحب حمية عربية إسلامية؟ ألا تعلم ان كان هناك العشرات الثكلى في مصر فهم بالألوف في العراق؟ ألا تعلم إن كان هناك في مصر من يضمد الجروح ويلطف بالثكلى فإن العراقيين هم كلهم أصحاب جروح وكلهم ثكالى؟ أليس أرض نينوى هي أرضنا وحبنا، كما هي أرض الكنانة أرضنا وحبنا؟ أليس أبناء نينوى هم أبناءنا وأحباءنا كما أبناء الكنانة إخواننا وأحباؤنا؟ أليست قيادتنا العليا قد حملت هموم العراق ولاتزال بالنبض ذاته وبالشعور ذاته والحمية العربية والإسلامية ذاتها التي تحمله اليوم لمحنة ومأساة مصر؟

فلماذا إذا - سيدي - لا تتوسل وتناشد لتحمل وفدا إلى أرض نينوى، إلى العراق أيضا؟

أم هي فقط حمية مذهبية لا إسلامية ولا عربية؟