العدد 1055 - الثلثاء 26 يوليو 2005م الموافق 19 جمادى الآخرة 1426هـ

أوجاع على أرصفة الوطن

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

غدا سأكتب لكم عن يد بيضاء امتدت لتنتشل بقية النسمات البريئة في مركز الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة. .. عين تسمرت فقرأت الحزن يرتل في المقال عبر اكبد حرى بقيت سنين ضائعة على أرصفة الوطن تنتظر من يكفكف دمعها ويبلسم جرحها أو يزيل عنها وجع الماضي وحزن الحاضر وألم المستقبل.

بالأمس عمت الفرحة المركز لموقف كريم ازال جزءا من الحزن، وكي نكمل المشهد بكل مقاطعه لنا حديث غدا "الخميس" لنرتل لكم قصة قلوب كبيرة قرأت تلك المقالات التي كتبتها ونسجت فيها دموع طفولة صرخت لمعوق فقد النطق أو لآخر يعاني التوحد، والسؤال كيف نزرع الابتسامة على شفاه طفولة محرومة وكيف نصنع الأمل في عيون ابى الزمان الا انطفاءها؟ هل لنا ان نزرع بالحروف قناديل وان ننسج بالكلمات وجها لحزن لا يعرف الانكسار.

وبين كل هؤلاء وهؤلاء يحدونا الأمل لليد ذاتها أن تمتد لتنتشل الشاب الجميل عباس ميرزا... ليس هناك انسان في البحرين لم يحزن لما اصاب هذا الشاب... يالله وصبره... مازال صابرا ينتظر أمام قلب الوطن رؤومة قلب كبير يضمد له جروحه... مر عام تعب الزمان ولم يتعب عباس من اختطاف الامل وسرقة الفرح ولو كان بين اسنان الزمان، جسم لعبت فيه ألسنة النار فما اطفأ لهيب النار وهج أمل القلب في ان يكافح لعودة ذلك الربيع المتلاشي على أرصفة الوطن في زمن الاحتراق رمادا للحم نيئ اكله الاثنين الاسود يوم انقطاع الكهرباء عن كل البحرين.

واستيقظت القرية النائمة على وقع الحدث واحترق جسد عباس بنسبة 45 في المئة وها هو اليوم ومن ذلك الزمن يبحث عمن يؤمن له تكاليف العلاج. وكلي أمل أن تمتد اليد ذاتها التي انتشلت اطفالنا المعوقين في مركز الشامل لتنتشل عباس من حزنه أو اي يد تريد ان تزرع لدنياها اشجار خلاص وفي آخرتها بساتين خلود.

واذا كان وراء كل رجل مكافح امرأة، فوراء عباس امرأة مناضلة مازالت تبحث في اوراق الحزن المضني تحت الركام عن ورقة فرح علها تبدد وجع عام من الكارثة لا تتحمله الجبال.

تلك هي صورة الرسول "ص" في اغاثة الملهوف وفي تلبية الدعاء وما لنا الا رفع اليدين دعاء ودعما لعباس بكل الصور علنا بذلك نوقد شمعة في ليلة حزن سرق قمرها.

يقول فولتير: "ان الرجل لا يبكي الا مرة، ولكن دموعه عندئذ تكون من دم". قبل اعوام كانت ام بنت الهدى تدور بحزنها لابنتها التي احتاجت إلى زرع القوقعة وتضامن الجميع معها وتم علاج ابنتها، وفي يوم من الايام بعد رحلة العلاج اتصلت بي وكانت تبكي في الهاتف من الفرح لان ابنتها بدأت تسمع دقات الساعة وكانت تدعو لكل من ساعدها. ليس في الحياة اجمل من أن نزرع الابتسامة على شفاه أم أو نزرع راية امل في عين عروسة يهدد الزمن مستقبل عريسها.

كل املنا أن يتم علاج عباس ويعود إلى الوطن ليتابع ربيع العمر

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1055 - الثلثاء 26 يوليو 2005م الموافق 19 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً