السفير الياباني السابق في البحرين ياسواكي أونو انتقل إلى العمل سفيرا لبلاده في تونس قبل نحو عامين، ولكنه مازال يعتبر البحرين من أجمل البلدان، على رغم أن بلدا مثل تونس يملك من الطبيعة الجميلة ما لا تملكه البحرين. أونو كان يردد أن البحرين مؤهلة لأن تحتل موقعا متميزا في السياحة البيئية وسياحة الآثار والثقافة لأن شعب البحرين يتميز بتاريخ يرتبط ببدء الحضارة الإنسانية.
ومن أفضل ما كان يقوم به هو التجول في سوق جدحفص الشعبي لشراء السمك، بالاضافة إلى ولعه مع زوجته بلعب "الغولف" وترتيب حديقته المنزلية... ولكن أفضل ما كان يستمتع به هو التجول في سوق الشعبي، والتحدث مع الناس باللغة العربية التي درسها في مصر.
ومن بين ما كان يذكره هو أن البحرين يحيطها البحر من كل جانب وكذلك اليابان أيضا، والبحرينيون لديهم أطعمة بحرية يفتخرون بها، وكذلك اليابانيون أيضا، ولذلك فإنه مع زوجته طورا أطباقا يابانية "وجبة السوشي" باستخدام بعض الأنواع من السمك البحريني.
السفير الياباني الحالي في البحرين تاكا أو ناتسومي بدأ عمله في المنامة في منتصف العام ،2003 ولكنه كان في البحرين وشغل منصب سكرتير أول في السفارة ما بين العام 1987و،1989 وهو يتكلم العربية ويتحاور في الأفكار المطروحة على الساحة العربية بصورة أفضل من كثير ممن يدعي الثقافة في بلداننا. والسفير ناتسومي من دعاة تطوير الحوار الإسلامي - الياباني، وهو ينادي بضرورة الاستفادة من التجربة اليابانية، ومن أجل ذلك اقترح تأسيس "بيت للخبرة اليابانية" في البحرين بطريقة غير مكلفة تعتمد على تحقيق النتائج الملموسة قبل أن يدفع الزبون أي مقابل مادي. وقد عرض الفكرة على عدة جهات بحرينية منذ العام 2003 أكثر من مرة ولكنه لم يحصل على استجابة، على رغم أن مثل هذا المشروع بإمكانه أن يخدم البحرين كثيرا في مجالات عدة. فاليابانيون يتقدمون العالم في عدد من مجالات التقنية العالية وفي مجال صناعة الرسوم المتحركة "الكارتون" وفي تشغيل الإنسان الآلي "الروبوت" وفي تطوير الإدارة القائمة على أسس الجودة وفي مختلف المجالات الإلكترونية.
ناتسومي كان من الذين دعوا إلى تعزيز العلاقات البحرينية اليابانية عبر فتح سفارة للبحرين في طوكيو "وهذا بدأ يتحقق خلال هذا الشهر" ومن خلال رعاية "جمعية برلمانية" للصداقة البحرينية - اليابانية، وما يعني ذلك من فتح الباب أمام البرلمانيين البحرينيين للاستفادة من التجربة اليابانية في هذا المجال.
ولكن ناتسومي يعود دائما إلى الفكرة التي طرحها عندما تسلم مهمات عمله وهي انشاء "بيت الخبرة" ويستغرب من عدم التجاوب مع الفكرة التي طرحها.
فهو قال: "إن تمويل مشروع بيت الخبرة الذي يقترحه بالإمكان تقاسمه على ثلاثة أسهم متساوية، سهم تدفعه الحكومة اليابانية، وسهم يدفعه القطاع الخاص الياباني، وسهم يدفعه القطاع الخاص البحريني - الخليجي". وأكد أن هذه الفكرة قابلة للتنفيذ وسنفتح الأبواب أمام كثير من الأعمال المحلية في الخليج للاستفادة من أفضل الخبرات اليابانية من دون كلفة عالية... غير أن نداءات السفير ناتسومي لم تحصل على استجابة، تماما كما أن نداءات السفير السابق أونو لم تحصل على استجابة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1055 - الثلثاء 26 يوليو 2005م الموافق 19 جمادى الآخرة 1426هـ