مصر وقعت في شباك الإرهاب مجددا ولكن حدته حاليا أكثر إيلاما من ما سبقته من اعتداءات، إذ أوقعت حصيلة التفجيرات التي هزت حديثا منتجع شرم الشيخ الساحلي الواقع على ضفاف مياه البحر الأحمر 64 قتيلا و124 جريحا، معظمهم من المصريين إضافة إلى جنسيات عربية وغربية والتي تراود على المنتجع بغرض الاستجمام والسياحة، فكان رصيد الجانب السياحي في موازنة الاقتصاد والتي تدر على الحكومة المصرية مدخول لا بأس فيه أصيب بالخلل جراء تلك التفجيرات التي طالت يده أحد المواقع الجيو استراتيجية على ركيزة الاقتصاد من جهة والسياسة من جهة أخرى فكان قلب شرم الشيخ موقعا لاحتضان واستضافة أبرز المحادثات الدبلوماسية والمفاوضات الثنائية خصوصا تلك الهدنة التي تمت بين الجانب الفلسطيني متمثلة بمحمود عباس والإسرائيلي بقيادة أرييل شارون فكان المنتجع منطلقا لنهضة سياسية شهدتها الساحة العربية والإقليمية وعلى مختلف الأصعدة التي كانت القضية الفلسطينية صلب أجندتها.
التفجيرات تزامنت مع توقيت احتفال مصر بثورة يوليو التي أسفرت عن سقوط النظام الملكي بقيادة فاروق وتحويلها إلى نظام جمهوري بزعامة جمال عبدالناصر، كما تأتي قبيل أسابيع قليلة لخوض أول انتخابات رئاسية تعددية في المنطقة العربية في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
مبارك حاليا أصبح محاصرا بين تلبية مطالب المعارضة الداعية إلى استقالته وتنحيته عن سدة الحكم وبين مطالب تشديد الرقابة الأمنية على أجهزة المخابرات التي اتهمتها "إسرائيل" بالفشل والتقصير في متابعة إجراءات تداعيات تفجيرات طابا خصوصا في ظل تعرض المنطقة العربية لموجة إصلاحية تضغط على القيادات لتحرير شعوبها من الكبت نحو الديمقراطية والحرية منعا وتجنبا لاندلاع إرهاب آخر يطال الغرب
العدد 1054 - الإثنين 25 يوليو 2005م الموافق 18 جمادى الآخرة 1426هـ