العدد 1053 - الأحد 24 يوليو 2005م الموافق 17 جمادى الآخرة 1426هـ

اليابانيون يعرضون تكنولوجيا متطورة تحافظ على البيئة

بعد معرض لندن الدولي العام 1851م

آتشي "اليابان" - منصور الجمري 

24 يوليو 2005

يتوافد أكثر من مئة ألف زائر يوميا على المعرض الدولي "إكسبو 2005" في محافظة آتشي اليابانية لمشاهدة آخر ما توصلت إليه الابتكارات التكنولوجية الحميمة للبيئة.

وقال مسئول عن المعرض لـ "الوسط" أمس إن اليابان "تهدف إلى طرح تكنولوجيا جديدة للإنسانية تقوم على أساس خدمة المجتمع المتطور من دون تدمير البيئة". وقال "إن بريطانيا عرضت أفضل ما لديها من تكنولوجيا في أول معرض دولي عقد في لندن العام 1851م عندما كانت بريطانيا تتصدر العالم صناعيا، ثم قامت فرنسا بتشييد برج "إيفيل" للاحتفال بانعقاد المعرض الدولي لديها في العام 1889 وقدمت إلى العالم انموذجا متقدما حينها، واليابان تقدم في العام 2005 تكنولوجيا ذكية لحماية الكرة الأرضية وخدمة الإنسان".


اليابانيون يعرضون عظمة التكنولوجيا الحميمة للبيئة في "إكسبو 2005"

آتشي "اليابان" - منصور الجمري

تشارك أكثر من 120 دولة في المعرض الدولي "إكسبو 2005" الذي يقام في محافظة آتشي اليابانية منذ 25 مارس/ آذار الماضي ويستمر حتى 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، ويزور المعرض أكثر من مئة ألف شخص يوميا ويزداد العدد إلى مئتي ألف يوميا في نهاية الأسبوع، وهو ما يعني أن المعرض سيستقطب أكثر من 15 مليون زائر طوال الستة أشهر منذ انعقاده حتى نهايته.

المعرض الدولي يحاول منافسة أول معرض أقيم في لندن العام 1851م عندما كانت بريطانيا في أوج عظمتها الصناعية، واليابانيون يطرحون أفضل ما توصلت إليه اختراعاتهم وابتكاراتهم التي تجمع بين التكنولوجيا البدائية التي تعتمد على الخشب و"البامبو"، مع التكنولوجيا الرقمية و"الروبوت" وما يسمى بـ "نانو تكنولوجي" وهي التكنولوجيا التي تعتمد على مكونات يصعب على العين المجردة رؤيتها.

المسئولة الإعلامية عن قسم اليابان في المعرض كاراشيما تاكيمي قالت عن المبنى الذي يحتوي العرض الياباني: البناء قائم على مواد تحافظ على البيئة، فالجدران تحتوي على الزرع وهي محاطة بقصب "البامبو" والماء المستخدم في زراعة الجدران يقوم أيضا بدور التهوية، والكهرباء تم إنتاجها من فضلات القمامة، والأرضية مصنوعة من "طابوق" يتحول بعد سنتين إلى تربة صالحة للزراعة عندما يتم الاستغناء عنه.

وعند المرور داخل المباني "القصبية" التي تحملها معادن قوية جدا يتوقف الزائر في قبة تأخذه "وكأنه يتحرك داخلها" إلى أعماق المحيطات ليرى جمال الحياة البحرية، ثم ينتقل إلى الغابات في مختلف أنحاء العالم، وبعد ذلك ينتقل إلى الفضاء الخارجي ليسير بين الكواكب، وبعدها يعود إلى الأرض ليرى جمالها وسط المجموعة الكونية.

ثم يقوم اليابانيون بتذكير الزائر بالمخاطر التي تهدد الكرة الأرضية عبر أفلام انموذجية تقول لك ماذا سيحدث في العام 2100م إذا استمررنا في سوء استخدام الطاقة وعدم الاكتراث بالبيئة، إذ سيتحول العالم إلى الدمار المزلزل.

بعدها تدخل إلى غابة استوائية صنعها اليابانيون من الورق، وداخلها تعيش وتسمع كل شيء في الغابة وتشم رائحتها. ثم تمر على حوض مملوء بالأسماك البحرية والنهرية... أما كيف تمكن اليابانيون من جمع السمك النهري والسمك البحري في مكان واحد فإن الجواب على ذلك هو "نانو تكنولوجي".

إذ إن الحوض مملوء بفقاعات لا تراها العين تم تصنيعها باستخدام التكنولوجيا المتناهية في الصغر، وهذه الفقاعات تحتوي على الأكسجين الذي يناسب السمك البحري والسمك النهري، ومختلف أنواع السمك.

الطاقة المتجددة

اليابانيون صمموا وشيدوا شبكة متكاملة من وسائل إنتاج الكهرباء وجميعها تستخدم أساليب مبتكرة. فالطاقة الشمسية يتم استخدامها بشكل مكثف إذ يشاهد الزائر اللوحات المعدنية التي تحتوي على الخلايا الشمسية، وهذه مرتبطة بخلايا وقود يتم تحصيلها من فضلات المطاعم التي ترمي يوميا نحو 3 أطنان من بقايا المأكولات، ثم هناك البطاريات التي تخزن ما يزيد من إنتاج الطاقة الشمسية لكي يستخدم في الليل. ويمكن للزائر أن يستعرض سبع أو ثماني وسائل لتوليد الطاقة، من بينها استخدام القنينات البلاستيكية وبعض الأخشاب التي ترمى في الفضلات، ويتم ربطها مع الشبكة التي تزود المعرض بالكهرباء بشكل حميم للبيئة. كما أن ما يتبقى من محطات الكهرباء يصلح للاستخدام في السماد الزراعي، وبذلك فإن اليابانيين لا يتركون شيئا يهلك وانما يعيدون استخدامه للمحافظة على البيئة.

حافلات ذكية

ومن آخر الاختراعات المعروضة هي الحافلات التي تسير على الشارع من دون سائق. ولدى ركوب الزائر في الحافلة فإنه سيشاهد كيف يركب الجميع كما هو حال الحافلات التقليدية ثم تتحرك الحافلة تلقائيا وتسير خلفها حافلات أيضا وتنقل مستخدميها من مكان إلى آخر.

وتربط هذه الحافلات محطات ثلاث داخل المعرض، ويمكن أيضا أن يتم تشغيلها على السكك الحديد مستقبلا وهي تعمل باستخدام الغاز الطبيعي.

اليابانيون يطلقون على هذه النوع من النقل العام "الحافلات الذكية"، وهي تعمل إلى جنب وسائل نقل أخرى من خلال تكنولوجيا جديدة يتم تطويرها لاستبدال النفط مستقبلا، وهي "خلايا الوقود".

سينما القرن

*

اليابانيون لديهم نوع آخر من السينما التي تقوم بتطويرها شركتا "ميتسو" و"توشيبا"، إذ يتم عرض أحد الأفلام، ولكن الأبطال هم المشاهدون أنفسهم فقاعة العرض تستقبل المشاهدين، ولكن يمكن لنحو أربعين شخصا من هؤلاء المشاهدين أن يتحولوا إلى أبطال الفيلم، إذ يتم تصوير كل شخص من ثلاثة ابعاد، ومن ثم ترسل الصورة مباشرة إلى قاعة العرض... وخلال دقائق يتم تركيب صور الأشخاص المشاهدين على أبطال الفيلم الحقيقيين... وسرعان ما تتحول صور الممثلين إلى صور المشاهدين وكأنهم كانوا هم الذين مثلوا الأدوار... وهكذا يتحول المشاهد إلى ممثل يشاهد نفسه في سينما القرن الحادي والعشرين.

مسرح "تويوتا"

أما شركة "تويوتا" فإنها تستعرض آخر ما تفتقت به عقليات مهندسيها الذين يعتبرون من أفضل مطوري الإنسان الآلي "الروبوت". شركة تويوتا طورت مسرحا ضخما باستخدام مواد قابلة للتدوير لاحقا، وجدران المسرح تتكون من الورق ومن أحد أنواع الحشيش الذي يزرعه اليابانيون يطلق عليه اسم "كناف".

المسرح يعرض مسرحيتين أو ثلاثا وأبطالها ممثلون حقيقيون يشتركون مع عدة أنواع من "الروبوت"... الإنسان الآلي يمثل دوره وينافس الإنسان الطبيعي، ويعزف الموسيقى ويساعد الإنسان في الحفاظ على الكرة الأرضية من دمار التكنولوجيا السيئة ومن دمار الإنسان السيئ.

وما بين الإنسان الطبيعي والإنسان الآلي تختلط الأدوار، والمشاهد يحتاج إلى التدقيق المستمر لكي يتعرف على من هو الروبوت ومن هو الشخص الحقيقي.

المتحدث باسم "تويوتا"، جونسيوك كامبي، قال لـ "الوسط": "اننا في شركة تويوتا نعتمد على الإنسان الآلي في التصنيع ورسالتنا إلى العالم هي أن التكنولوجيا بإمكانها أن تساعد الإنسان على العيش بأسلوب متطور من دون تدمير البيئة".

وشدد على "أن الاستمرار في النجاح خلال الفترة المقبلة سيعتمد على الاستخدام الذكي للتكنولوجيا خصوصا مع ازدياد المنافسة العالمية"، معتبرا أن "الإنسان مسئول عن تسليم الكوكب إلى الاجيال القادمة بشكل متطور اقتصاديا ومحفوظ بيئيا، وهو محور العرض المسرحي الذي تقدمه شركة تويوتا في "إكسبو 2005""

العدد 1053 - الأحد 24 يوليو 2005م الموافق 17 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً