العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ

تأديب النواب

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

قد تمر على بقال من بقاقيل إحدى الأسواق الشعبية يضرب بقالا آخر فتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وتمررها على خاطرك وتنسى، وقد تمر على جرمقاني من جرامقة الأحياء الفقيرة يدفع جرمقانيا آخر بيديه فتقول: إنا لله، وتطوف بها على عقلك وتنسى، أما أن تشاهد جلسة نيابية تتحول إلى "حلبة مصارعة" فسيختلف الأمر اختلاف الليل والنهار، ولن تطوف الصورة عابرة، وستخلد في ذهنك طويلا، ولن تمر مرور الكرام.

لا أستطيع أن أنكر وجود مشادات كلامية تصل إلى اشتباك بالأيدي في غالبية البرلمانات الساخنة، إلا أن السبب يبطل العجب دائما، فقد يرمي أحد النواب على نائب آخر كأسا، أو قد يصفعه على وجهه صفعة ترصدها عدسات الصحافة والإعلام، ولكن غالبية تلك المواقف تتصل بسبب لا أقول إنه يبرر هذا السلوك ولكنه سبب يستحق التوقف عنده.

ما حصل في برلماننا "الوليد" لم يكن كذلك، فكثير من المشادات الكلامية الساخنة تتفجر لأسباب لا تعدو أسباب شجار بين تلميذ وزميله في المرحلة الابتدائية، ولو ترصد كل المشادات التي يعتبرها بعضهم "بطولية" لما وجدت فيها غير تلك المشادات التي ترصدها من أصغر أبنائك في البيت.

المشادات التي تحدث في البرلمانات العريقة والتي يصل بعضها إلى "الضرب" لا تسخن إلا عند ممارسة الرقابة الحقيقية التي تفتح ملفات مكتظة بالواقع الفاسد، وتفضح مسئولا أتخم من سرقة المال العام، لا مشادات تسببها مواقف تافهة وسخيفة أكثرها "شخصية" في مجلس ينبغي أن يكون للشعب.

المواد التأديبية التي نصت عليها اللائحة الداخلية تجب المطالبة بتنفيذها وتطبيقها على كل من يسرق ولو دقيقة من دقائق المجلس لأسباب شخصية صرفة، حتى "يتأدب" البعض، ويمارس دوره الرقابي والتشريعي، بدلا من ممارسة دوره التخريبي تحت قبة البرلمان، لأسباب لا يجد التعبير أفضل من كلمة "تافهة" لوصفها، وإذا ما تم تعطيل المواد التأديبية فإن المجلس سيصبح "مدرسة للمشاغبين" وليس "مجلسا للمشرعين"

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً