العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ

اليابان... البحرين "2"

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إن الاستفادة من اليابانيين أمر ممكن بشكل كبير فيما لو فتحنا أعيننا قليلا. .. فاليابان التي لم يكن لها ذكر على الساحة الثقافية الدولية قبل عقدين، أصبحت الآن واحدة من أهم مصادر الثقافة العالمية، وبطريقة مربحة جدا للشركات اليابانية. فاليابانيون أصبحوا الآن أهم دولة تنتج أفلام الكارتون وهم تفوقوا في أفلامهم على الأفلام الأميركية التي تنتجها شركة "والت ديزني" وغيرها من الشركات. والأفلام التي تسوقها اليابان بكل اللغات أصبحت الآن من أكثر الأفلام التي يرتبط بشخصياتها وأبطالها أطفال العالم في كل مكان، ولذلك فإن الثقافة اليابانية تنتشر من الأطفال إلى الكبار بشكل سريع، وتنافس بذلك الثقافة الأميركية.

ويقدر عدد الشركات اليابانية التي تنتج أفلام الكارتون حاليا بنحو 250 شركة، وتحصل هذه الأفلام على دخل من الولايات المتحدة الأميركية يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار سنويا. وهذا يعني أن اليابان تنافس أميركا داخل أميركا ذاتها، فكيف بخارجها؟

على أن صناعة أفلام الكارتون تعتبر من الصناعات التي تغيب عنا في منطقتنا لأسباب غير مفهومة، فأفلام الكارتون كانت تحتاج إلى رسامي الكاريكاتير، واليوم تحتاج إلى الرسامين وإلى الفنانين الذين يعرفون كيفية استخدام برامج الكمبيوتر لإنتاج أفلام ANIMATION، وهذا يتطلب مهارات هندسية وفنية وإبداعية وتأليف قصص وخلق سوق كبيرة قائمة على أعداد كبيرة من الخبراء المتدربين في مجالات عدة.

ونحن إذ نعزز علاقاتنا مع اليابان، ترى هل بالإمكان خلق صناعة في البحرين تدعم هذا المجال ونستفيد منها؟ في اعتقادي، انه بإمكان البحرينيين الدخول في هذا المجال، وبإمكاننا أن نتحول إلى مركز إبداعي يرتبط بأفضل المؤسسات اليابانية المتخصصة في مجال صناعة أفلام الكارتون. وهذا ربما يتطلب أفقا أوسع واستراتيجية أكثر وضوحا واستثمارات بعيدة المدى، لأن مثل هذه الصناعة تحتاج إلى أفضل القدرات البشرية انجازا وأكثرها إبداعا، وهي أيضا تضمن مردودات مجزية لمن يعمل فيها.

إننا بحاجة إلى رفد مثل هذه الأفكار، وبحاجة إلى أن نرسل أعدادا من طلابنا للدراسة في اليابان لكي نخلق جسرا ونستفيد من مجالات لم نفكر فيها إلى الآن بصورة جادة.

القطاع الثقافي الياباني قطاع منتج ويجني الأرباح محليا وعالميا، لأنه موصول بتقنيات عالية ومرتبط بسوق يزداد فيها الطلب على منتجات تلبي احتياجات قطاعات واسعة من المجتمع. واليابانيون الذين تعتبر لغتهم من أصعب اللغات "حتى على أهلها" استطاعوا أن ينشروا ثقافتهم عبر وسائل مسلية وممتعة، ونحن نستطيع أن نعتمد على لغتنا العربية الجميلة ونتواصل مع اللغات الأخرى، لنخلق صناعات تطور الثقافة ونشارك بصورة مجزية في برامج التنمية الاقتصادية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً