وسط عالم مزدحم، وأمام انشغالات الأسرة الكثيرة والضغوط الكبيرة التي يواجهها الأبناء، لابد من حلول تربوية ناجعة لكل ما يدور من مخاطر تحيط بأبنائنا وبناتنا من أجل الحفاظ عليهم وعلى قيمهم وأخلاقياتهم من أن تتعرض لهزات كبيرة جراء عدم دراية الوالدين بأمور تربوية بسيطة وسهلة لكنها تبقي الأولاد في حضن الأسرة وتبعدهم عن ضغوط الحياة، وتجعلهم يختارون أصدقاء خير لا أصدقاء سوء.
العملية سهلة للغاية متى ما أحس الأولاد بالأمان والحب والاحترام في الأسرة حينها ستكون ملاذهم الأول والأخير بعد الله، ولن يشعر الأولاد الذين يتمتعون بالاحترام والحب بفراغ يجبرهم على البحث عن شيء من أجل ملء هذا الفراغ، وفي أكثر الأحيان يكون الأصدقاء هم الحل الذي يلجأ إليه من يعانون من مثل هذا الفراغ.
لكن قد يطرح سؤال هل هناك أسرة لا تحب أولادها؟، والجواب في حالته الطبيعية بالطبع لا، ولكن بقاء الحب في القلب لا يكفي أبدا إذ لابد من أن يتحول إلى كلام وتعبيرات خارجية يحسها الأولاد منذ صغرهم وحتى في كبرهم مع اختلاف طرق التعبير باختلاف المراحل العمرية، وزيادة أعداد الباحثين عن حب خارج الأسرة في ازدياد كبير نتيجة عدم إلمام الكثير من الأسر بتلك الأمور.
في هذا السياق قدم ميسرة طاهر نصائح في وسائل تربية الأبناء بالحب وهي، كلمة حب: فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا، ونظرة حب: اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان)، لقمة الحب: لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعة على سفرة واحدة، وهي بوضع الأب اللقمة في فم الابن والبنت، ويمكن أن تضعها في ملعقته أو أمامه إذا ما أبى ذلك، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض.
لمسة الحب: ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على مقعدين متقابلين، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه، دثار الحب:تقبيل الأبناء وهم نائمين، وسيحس هو بك وغطيه بلحافه في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وبهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء والأبناء، أما سادسها فهي ضمة الحب فلا تبخلوا على أبنائكم بضمهم إلى صدركم، وسابعها هي قبلة الحب: قبّل الرسول (ص) أحد سبطيه إمّا الحسن(ع) أو الحسين (ع) فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحدا منهم! فقال له رسول الله(ص) أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك، وآخرها بسمة الحب.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 2416 - الجمعة 17 أبريل 2009م الموافق 21 ربيع الثاني 1430هـ