العدد 1051 - الجمعة 22 يوليو 2005م الموافق 15 جمادى الآخرة 1426هـ

البرق ليست حلا للعراقيين

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

على رغم كل الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير الحماية للدبلوماسيين الاجانب والعرب في بغداد فإن عمليات الاختطاف ما زالت مستمرة ليقع ضحيتها هذه المرة رئيس البعثة الجزائرية وأحد موظفيها.

ولمن لا يعرف مناطق بغداد جيدا فإن عملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين وقعت في الشارع ذاته الذي اصيب فيه القائم بأعمال السفارة البحرينية في بغداد وهو شارع "14 رمضان" في حي المنصور أو الحي الذي يسكنه كبار المسئولين والتجار والاثرياء كما يصفه العراقيون منذ أكثر من أربعين سنة وحتى الآن.

وهو شارع تنتشر فيه دوريات الشرطة وقوات الحرس الوطني العراقي ويضم مقار معظم الاحزاب السياسية الحاكمة بالاضافة إلى مقار السفارات.

ما يهمنا من وصف أهمية شارع "14 رمضان" وحي "المنصور" المحاذي له هو انهما محميان بشكل يطمئن الدبلوماسيين والمسئولين على دخوله ما دون الشعور بخطر الاختطاف والاغتيال الا اذا كان المنفذ محميا من الدولة - وهذا امر مستبعد - أو ان يكون هو من أهل هذا الحي أو ممن كانوا يحمونه في زمن النظام السابق.

أي انه عراقي يعرف كيف الدخول والخروج من شوارع ومناطق بغداد من دون الوقوع بيد المفارز الامنية التي ربما قد لا تعرف الحي مثلما يعرفها المسلحون.

لقد اثبتت كل عمليات العنف والتمرد وتجفيف البيئة الحاضنة للارهاب ان العراق لا يتطلب برقا او سيفا معكوفا او خنجرا ولا حتى رماحا بل هو بحاجة الى حوار يتعالى على مآسي الأمس وما تركته من عقد غائرة في نفوس العراقيين بسبب سياسات النظام السابق لتكون هذه المآسي قادرة على تضميد جروح اليوم، حوار لبناء عراق المستقبل.

نعم نجح النظام السابق في استعداء العراقيين، فلينجح عراقيو اليوم في مصالحة الشعب

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1051 - الجمعة 22 يوليو 2005م الموافق 15 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً