بعد سنوات طويلة من مطالبة اليابان بفتح سفارة بحرينية في طوكيو، يستعد وزير الصحة السابق إلى البدء في منصبه الجديد كأول سفير بحريني في اليابان. ومن المؤسف أننا لا نعرف اللغة اليابانية أو الثقافة التي حركت هذا الشعب العظيم الذي استطاع أن ينهض من الحطام وأن يتسنم موقع ثاني أكثر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، إذ يقدر الناتج القومي بنحو "5" تريليونات "مليون مليون" دولار سنويا.
البحرين افتتحت قبل عدة سنوات مكتبا صغيرا تابعا لمجلس التنمية الاقتصادية، ولكننا لم نستفد كثيرا من الإمكانات اليابانية التي بالإمكان الحصول عليها. فاليابان كانت دعمت تدريبا متطورا قبل عدة سنوات تمكنت من خلاله وزارة التجارة من إدخال أنظمة الجودة واعتماد الضوابط الدولية في تخليص المعاملات. وفعلا تعتبر وزارة التجارة "قبل وبعد إدماجها مع وزارات أخرى" من أفضل الوزارات البحرينية، وإليها يرجع الفضل في نقل البحرين إلى عصر الحكومة الإلكترونية، ودليل ذلك افتتاحها مركز المستثمرين في مجمع السيف باعتباره "محطة واحدة" لتخليص المعاملات.
اليابانيون أيضا اقترحوا على البحرين تطوير السياحة البيئية وخصوصا أن لدينا جنوب البحرين وجزرا كثيرة متناثرة بالإمكان تطويرها لاجتذاب السياح ولتنمية اقتصاد حميم للبيئة. فاليابانيون يعتبرون من أفضل الدول التي تحافظ على البيئة، وهناك ثقافة عامة تدعمها الدولة والشركات ومؤسسات المجتمع المدني تحث على المحافظة على كل معالم البيئة وعدم تدميرها. بل إن تدوير المخلفات يعتبر من الصناعات الناجحة، وتتسابق المؤسسات اليابانية لابتكار محفزات لكل من يسعى للمساهمة في تدوير المخلفات حفاظا على الموارد الطبيعية وعلى استخدام الطاقة وعلى نظافة المساحات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان بدلا من تحويلها إلى وسيلة لبث السموم. واليابانيون يؤمنون بأن الطبيعة والإنسان متكاملان، وأنه إذا حاول الإنسان تدمير الطبيعة، فإن الطبيعة تقوم بتدمير الإنسان. وهذا المفهوم يدخل حتى في برامج الأطفال وفي أفلام الكارتون ويدخل في صلب السياسات المعتمدة من قبل الحكومة.
شركة تويوتا اليابانية اختارت شركة إبراهيم خليل كانو كمركز إقليمي للتدريب، وهناك عدد من الشركات الصناعية والمؤسسات المالية اليابانية التي تتخذ من البحرين منطلقا إقليميا لها.
ولذلك، فإن السفير البحريني الجديد لدى اليابان أمامه مهمات كبيرة للاستفادة من ثاني أكبر اقتصاد عالمي من خلال توثيق العلاقات بين البلدين، وتشجيع البحرينيين على التوجه إلى اليابان من أجل توسيع آفاقهم الثقافية والاقتصادية. والسفير الياباني في البحرين تاكا أو ناتسومي اقترح تشكيل خدمة استشارات إدارية وصناعية يابانية في البحرين ذات كلفة منخفضة. وأشار في حديث سابق مع "الوسط" إلى أن الفكرة تقوم على اجتذاب خبراء يابانيين متقاعدين للبحرين لتطوير أو إصلاح سياسات أو إجراءات في هذه المؤسسة أو تلك، وأن هؤلاء الخبراء لا يتقاضون أجرهم إلا إذا تحققت النتائج. ومثل هذه الفكرة التي بادر بها السفير الياباني لم تحصل على رد إيجابي لحد الآن، ولعل السفير البحريني الجديد يهتم بها ويطورها بالاشتراك بين السفارتين
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1051 - الجمعة 22 يوليو 2005م الموافق 15 جمادى الآخرة 1426هـ