عجيب أمر وزارة الصحة، إذ تثبت يوما بعد يوم ومن خلال إدارة علاقاتها العامة، أنها حتى على مستوى واحدة من إدارات الواجهة فيها لم توفق بدرجة كافية في اختيار كادرها لتدبيج بيانات النفي والتبرير التي تطالعنا بها وخصوصا في الملفات الساخنة.
بالأمس القريب كان لإدارة العلاقات العامة بالوزارة موقفها الذي كان فاضحا وصاعقا في الوقت نفسه، حين خرجت علينا بأحد بياناتها في رد على الإصابات التي تعرض لها سكان قرية المعامير وأبرزها الطفح الجلدي وارتفاع معدل انتشار السرطانات بين أبنائها، إذ نفت جملة وتفصيلا أن تكون هنالك أية علاقة بين الطفح الجلدي والغازات المنتشرة في المنطقة، وأكدت من جهة أخرى أن معدل الإصابة بالسرطان فيها يظل ضمن المعدلات العادية! وقبل أيام خرجت علينا ببيان آخر كذبت فيه حتى تقارير أطبائها الذين عاينوا المصابين في مسيرة العاطلين عن العمل، والذين تعرضوا لعنف مركز من قبل قوات وزارة الداخلية، وظلت مصرة على أن جميع الحالات التي استقبلها مجمع السلمانية الطبي كانت حالات خفيفة الإصابات، في الوقت الذي نفت فيه وجود أية حال حرجة استقبلها المجمع. نفهم طبيعة عمل تلك الإدارات، ولكننا لا نفهم أن تعمد تلك الإدارة الى الإصرار على قلب الحقائق والانحراف بحقيقتها، وإن أدى ذلك الى تكذيب تقارير كوادرها، فذلك أمر لا تتوقعوا أن نقول إنه يدعو إلى الدهشة، بل بات من المدهش ألا تزيف أو تحرف تلك الإدارة الحقائق التي تم نشر جوانب منها وبالألوان الطبيعية!
بات على تلك الإدارة أن تصمت،لأننا بتنا نحفظ عن ظهر قلب الوقت والحادث الذي تدلي فيه تلك الإدارة بدلوها الفارغ
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1050 - الخميس 21 يوليو 2005م الموافق 14 جمادى الآخرة 1426هـ