دأب الناس، ونحن منهم "الفنانون" على أن نرى أنفسنا أو زملاءنا في محل الكوميديا والإضحاك، لكن حينما يكون المسئول العظيم هو الكوميديان المطلق أو السوبر ستار كوميدي، فذلك هو جديد الشاشة الحكومية في الموسم الديمقراطي للألفية الجديدة.
هيا بنا سيبدأ العرض، الصالات المخيفة، هذا هو عنوان حلقة اليوم.
على رغم العنوان الصعب والمعقد، فإننا وجدنا الحلقة مسلية وممتعة ومضحكة لأبعد الحدود، فالبشرية البحرينية، تعرف المسارح والصالات للأفراح والحفلات، لكن أن تكون هناك صالات مسرح للفن، فهو صعب على أذهان الناس، وجديد وذو نكهة خاصة، لذلك فإن المسئول العظيم كان كوميديانا فوق العادة، طرفته ستبقى في ذاكرة الناس وعلى ألسنتهم للأبد، مثل "وأنت مش حتنتشرو" للفنان عادل إمام.
لقد ولى زمان الممثلين، وجاء زمان المسئولين، هم المسلون الآن، هم حقيقة الترفيه السياحي والفني. هم مهرجان بأكمله!
عزيزي/ عزيزتي، يا من يقرأ معي هذه السطور - إن سمح لها في هذا البلد الديمقراطي، أو كنت في بيتي بأمان على الأقل - أعزائي، على رغم أني لا أعرفكم، لكني سعيد بصحبتكم لحلقة اليوم، فالصالات على وشك الانتهاء، وسيتوافد الخبراء - ومعهم قطع ثلج تحسبا لانقطاع الكهرباء الذي هو موضوع الحلقة المقبلة - وستشتري الدولة بملايين الدنانير كل الأجهزة والتقنيات، لأنها تحترم الإنسان عموما والفنان خصوصا، بل إنها رفعته فوق مكانته إلى مكانة أعلى وأعلى، إنهم... إنهم... يحترمون الفنان.
وهذا الفنان الذي يعاني من مرض مزمن - كسائر الناس، أو من ديون - كسائر الناس، أو من غربة داخلية واحترام خارجي - كسائر الناس، أو من افتقار للبنية التحتية لمهنته - كسائر الناس، ومن الكثير الكثير، لم يستطع أن يتحمل قوة هذا "الإفيه" الشرس، هذه النكتة المعقدة، فمات ضاحكا
