كل أملنا أن يصبح المواطن البحريني هو محور التنمية، أن يراعى في الوظيفة، أن يحصل على عش دافئ له ولعياله، أن يؤمن مستقبله، أن تقدر له مواقفه الوطنية لو نجح في تحقيق إنجاز. هناك شريحة بحرينية يجب ألا نغفلها من كتاباتنا وموضوعاتنا، وأنا أخذت على عاتقي أن أتبنى في جزء من هذه المساحة التي أكتب فيها أصحاب الاحتياجات الخاصة من أبنائنا. ولقد ذكرت لكم قبل فترة عن مركز الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة وعن تلكم البراعم البريئة، وأن هناك من الشركات وبعض المواطنين ممن لم يبخلوا بالتبرع لهذا المركز بكفالة بعض هؤلاء الأطفال ومنح المركز أجهزة حاسوب، مع التوافق على سد بعض الحاجات الأساسية في المركز... إلخ.

وجاء أحد المواطنين إلى المركز لمتابعة مدى صيانة المكيفات، وأنا على يقين بأننا سنصل مستقبلا مع تفاعل المواطنين مع كل ما يكتب عن المعوقين إلى سد كل حاجات المركز ليصل إلى مستوى التمييز في كل شيء.

اليوم، سأتكلم عن أبنائنا المعوقين، وماذا أنجزوا للبحرين... هل نعلم عنهم شيئا؟ هل قمنا بتكريمهم التكريم الملائم؟ هل نالوا حصتهم الكافية في الدعم الصحافي؟

سأورد إليكم بعض إنجازاتهم ومن ثم سنرى ماذا قدمنا إليهم؟

1- أحرز اللاعب أحمد عباس مشيمع الميدالية الفضية لمسابقة دفع الكرة الحديد في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في اليونان، أما في دورة الألعاب العربية في الجزائر فقد أحرز اللاعب ذاته فضية رمي القرص وفضية رمي الرمح.

2- سيدنور جواد "فضية 100م وبرونزية 400م".

3- سيدزهير هاشم "فضية الوثب الطويل".

4- حسين مهدي علي "فضية دفع الكرة الحديد".

5- زكريا منصور عبدعلي "برونزية الوثب الطويل".

6- جعفر عبدالنبي "برونزية رمي الرمح".

7- أحمد عبدالرحمن كمال "ذهبية رمي الصولجان وبرونزية رمي القرص ودفع الكرة الحديد".

8- مصطفى خليل العرادي "برونزية 100م".

9- أيمن الحدي "ذهبية رمي الصولجان وبرونزية رمي القرص ودفع الكرة الحديد".

10- حسام محمد جواد "3برونزيات في 100م و200م و400م في الأولمبياد الخاص في تونس".

أحرز منتخب البحرين 22 ميدالية "10 ذهبيات، 6 فضيات، 6 برونزيات".

دعونا من كل ذلك، فلنر ماذا حقق أبناؤنا المعوقون على مستوى الخليج. حقق منتخبنا لرياضة المعوقين لكرة القدم لذوي الإعاقة السمعية المركز الثالث في البطولة الـ 36 للجنة التنظيمية لرياضة المعوقين بدول مجلس التعاون لكرة القدم لذوي الإعاقة السمعية والتي أقيمت في الكويت .2004

ومنتخبنا لرياضة المعوقين لكرة السلة على الكراسي المتحركة حقق المركز الرابع في البطولة الـ 24 التي أقيمت في الكويت .2004

فلنذهب إلى لغة الأرقام، عدد الميداليات الذهبية التي حصل عليها هؤلاء الأبناء في العام 2002م 23 ميدالية ذهبية، وفي 2003م 17 ميدالية ذهبية، وفي 2004م 14ميدالية ذهبية. أما الميداليات الفضية، ففي 2001م ثلاث ميداليات، وفي 2002م 24 ميدالية، وفي 2003م 11 ميدالية، وفي 2004م 14 ميدالية فضية. هؤلاء هم البحرينيون؛ عطاء متميز، قدرة فائقة، عزيمة، إصرار... أنا لست مع الذين يقولون: البحرينيون كسالى وإنه لا توجد كفاءات بحرينية. الشراكة الوطنية تصنع المعجزات، وهذه هي الأسماء بينكم من نجومنا المعوقين، كلهم في فريق واحد، يمثلون الشراكة الوطنية، يرفعون علم البحرين عاليا في المحافل الدولية ويمثلون الوجه الجميل للمملكة. لماذا لا نتكلم ساعة تقييم المواطنين عن الإضاءات الوطنية الجميلة التي ما فتئت تتفاخر برفع علم البحرين عاليا في كل أنحاء العالم؟ هذه بعض الصور وليس كل المشهد.

أمنيتي من المسئولين ألا يسمعوا لأي كاتب يزايد على وطنية الناس ليضع كل البحرينيين في سلة التشكيك الوطني. مبدأ تكافؤ الفرص يخدم الحكومة قبل أن يخدم المجتمع. عودا على بدء، أقول: هؤلاء أبناؤنا المعوقون هم ثرواتنا الحقيقية... هم رصيدنا في دنيانا وآخرتنا، علينا أن نراعيهم في أعمالهم، في رواتبهم، في معيشتهم، في تعليم أطفالهم، في معاملاتهم المصرفية، في ضمانهم الاجتماعي منذ الولادة إلى تقادم العمر.

هذه إنجازاتهم، فماذا قدمنا إليهم؟