"أي دلمون وأي بطيخ. .. مقبرة عالي يجب أن تزال وتقام عليها مشروعات إسكانية... أنا لا أفتخر بهؤلاء الكفار". كم هو غريب هذا التصريح من أحد النواب، والأغرب من ذلك إشارته إلى ضرورة إزالة هذه القبور التي "نقص بها على الأجانب".
أولا: مقبرة عالي التي تحتضنها تربة المملكة، هي أكبر مقبرة تاريخية، ويكفي المملكة فخرا بأن تسجل لها هذه العبارة في كتب التاريخ التي تدرس في مختلف الجامعات، ويكفينا أن تكون المملكة وجهة لدراسات مهمة قام بها باحثون دونت ملاحظاتهم عن قبور عالي وغيرها في مذكرات تحتفظ بها أهم المتاحف العالمية.
ثانيا: من أين جاء النائب بمعلومة أن عظام القبور "البالية" تعود إلى الكفار، وبأية معلومة استشهد؟ فعلى المدعي البينة. قد يقول إن الكتب ذكرت أنهم يعبدون الإله أنكي وغيره، ولكن ما الدليل الذي يمكن أن يحجنا به من دون لف ولا دوران. ونقول للنائب: إن بناء غرفتين في القبر، غرفة للمسجى فيه وغرفة مزودة بمؤونته استعدادا للحياة الأخرى دليل ملموس على أن سكان المقبرة كان لديهم إيمان بحياة أخرى سيرتحلون إليها. غريب أن نكفر الناس ونحن لا ندري عنهم شيئا! وغريب أن ندعو إلى السياحة النظيفة في المملكة ونخفي أهم ملامح هذه السياحة! وغريب ألا نفتخر بماضينا وبأهلنا وأجدادنا إلا إذا كان هذا النائب لا ينتمي إليهم، فله عذره في ذلك
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1048 - الثلثاء 19 يوليو 2005م الموافق 12 جمادى الآخرة 1426هـ