قتل أمس نحو 36 عراقيا على الأقل بينهم ثلاثة أعضاء في لجنة صياغة الدستور، في وقت قالت فيه إن نحو 25 ألف مدني قتلوا في العراق حتى الآن ثلثهم على يد قوات التحالف. وأمرت واشنطن أمس بتوقيف قادة حزب العمال الكردستاني في العراق.
وقالت مصادر في الشرطة العراقية أمس إن 14 قتلوا بينهم عشرة يعملون مع القوات الأميركية إثر هجوم شنه مجهولون على حافلة كانت تقلهم كما قتل في الهجوم ثلاثة مدنيين في الوقت الذي قتل فيه مهاجمون آخرون عضو مجلس بلدي شمال العاصمة بغداد. وقال ضابط في قيادة شرطة بعقوبة طلب عدم ذكر اسمه أمس: "إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين أطلقوا في قرية الأسود التي تقع بين الخالص وبعقوبة وابلا من النيران من رشاشاتهم على حافلة صغيرة "كيا" تقل عشرة أشخاص يعملون في القاعدة الأميركية التي تتخذ من مطار المدينة مقرا لها وقتلوهم في الحال". وقتل قائد الحافلة الصغيرة وتسعة عمال يعملون في القاعدة الأميركية خلال الهجوم. وقالت مصادر شرطة في بعقوبة إن ثلاثة مدنيين قتلوا أيضا حين انحرفت الحافلة بعد الهجوم واصطدمت بسيارتهم.
إلى ذلك، قالت مصادر شرطة بعقوبة إن عضو المجلس البلدي لمدينة بهرز جنوب بعقوبة قاسم شهاب أحمد قتل أمس بعد أن هاجمه مسلحون مجهولون.
في غضون ذلك، قالت مصادر من الشرطة العراقية إن مسلحين قتلوا بالرصاص ثلاثة من أعضاء لجنة صياغة الدستور الجديد أمس. وأضافت المصادر أن الثلاثة والمعتقد أنهم من الأعضاء السنة في اللجنة، هم: "الشيخ مجبل الشيخ عيسى وضامن حسين عليوي وعزيز إبراهيم كانوا يهمون بالخروج من أحد المطاعم في منطقة الكرادة عندما هاجمهم المسلحون".
على صعيد متصل، أعلنت مصادر في الجيش والشرطة العراقية أمس مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود وجرح أربعة آخرون بينهم ثلاث جنود آخرين في هجمات متفرقة شمال بغداد، في وقت قتل فيه ضابط من قوة حماية المنشآت في انفجار عبوة ناسفة شمال تكريت.
وفي كركوك، أعلن المتحدث باسم شرطة المدينة الرائد محمد ياديكار أن شرطيا ومدنيا قتلا وأصيب ثلاثة جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق مستهدفة دورية للشرطة العراقية في وسط مدينة كركوك الشمالية.
على صعيد متصل، توفي جندي أميركي متأثرا بجروح أصيب بها في حادث غير قتالي في منطقة الرمادي أمس الأول. ذكر ذلك بيان للقوات متعددة الجنسية أمس، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي في مدينة راوة بمحافظة الأنبار بين القوات الأميركية تساندها الطائرات وقوات عراقية وبين مسلحين عراقيين.
من جهة أخرى، أفادت دراسة نشرت أمس أن نحو 25 ألف مدني قتلوا منذ بداية الحرب على العراق، سقط ثلثهم على يد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقدمت الدراسة الجامعية مجموعة الأبحاث في اوكسفورد ومؤسسة "عراق بودي كاونت" في لندن. وتعتبر أرقامها أقل بأربع مرات من تقديرات نشرتها مجلة "ذي لانست" الطبية الأميركية في أكتوبر/ تشرين الأول 2004 وتتحدث عن مقتل 98 ألف مدني.
وفي أنقرة، أعلن مساعد القائد العام للجيش التركي ايلكر باسبوغ في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية أن الولايات المتحدة أمرت بتوقيف قادة حزب العمال الكردستاني في العراق إذ يتمركز الكثير من ناشطي هذه المنظمة الانفصالية المحظورة في تركيا، في وقت بدأ فيه وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق أعمال مؤتمرهم الثاني في اسطنبول أمس برئاسة وزير الداخلية التركي عبدالقادر أكصوت.
وفي واشنطن، اعتبر خبير عسكري أميركي استدعي إلى الكونغرس لبحث كيفية تحسين الوضع الأمني في العراق أمس الأول أن التمرد في العراق سيكون في أوجه خلال ستة أشهر وأن بدء الانسحاب الأميركي سيكون لا مفر منه خلال عام. وقال الجنرال المتقاعد باري ماكافري: "إن التمرد سيكون في أوجه خلال الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني الى سبتمبر/ أيلول 2006". ولكن على خط مواز فإن "التوجهات الإيجابية بعد الانتخابات التي ستجري في يناير 2006 في حال تأكدت، ستتيح على ما يبدو انسحابا كبيرا للقوات الأميركية قبل نهاية صيف 2006"، حسبما أوضح ماكافري خلال جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ
العدد 1048 - الثلثاء 19 يوليو 2005م الموافق 12 جمادى الآخرة 1426هـ