على رغم انقضاء النصف الأول من العطلة الصيفية المقررة للطلبة والطالبات، فإن نشاط المراكز الأهلية والثقافية بما فيها المآتم والمساجد مازال متقدا، ويستقطب مختلف المراحل العمرية، ففي حين اعتمدت بعض الجهات على رسوم رمزية تفرضها على المشاركين من أجل تغطية جزء يسير من التكاليف الباهظة، آثرت جهات أخرى فتح أبوابها على مصراعيها وبالمجان كي تقضي على جميع السبل المؤدية إلى الفراغ، الذي غالبا ما ينتهي بشباب المجتمع إلى حافة الهاوية. ولمزيد من التفاصيل عن هذه الفعاليات أعدت "الوسط" التقرير الآتي:

رئيس البرنامج الصيفي في اللجنة الثقافية الحسينية المهدية بمنطقة البلاد القديم نادر محسن أوضح أن برنامج لجنته لهذا العام يهدف إلى ملء فراغ الأطفال والشباب بكل ما هو مفيد، مبينا أنه موزع على ثلاث مراحل، الأولى لصفوف الرابع والخامس، والثانية للسادس والأول إعدادي، والثالثة للثاني والثالث إعدادي، مشيرا إلى أن أيام الدراسة مقتصرة على ثلاثة أيام في الأسبوع "السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع". وذكر أن يوم السبت مخصص للدروس الدينية "مثل الفقه والأخلاق والسيرة"، والاثنين تنظم فيه ورش تدريبية ومسابقات ثقافية وقصصية ودروس في فنون الرسم والخط والحوار وكتابة الرسائل، وفي يوم الأربعاء تكون هناك رحلات ترفيهية وتعليمية "إلى مصانع الزيرة والمرسم الحسيني وغيرها".

وأشار محسن إلى عقد مسابقات أسبوعية يتم السحب عليها كل يوم اثنين، ذاكرا أن عدد المشاركين وصل إلى 50 مشاركا ومشاركة حصلت منهم رسوم رمزية لا تتجاوز الدينارين، كما أن عدد القائمين على البرنامج من مدرسين ومشرفين وإداريين وصل إلى 10 أفراد، موضحا أن الدوام الرسمي يبدأ عند الساعة التاسعة صباحا وينتهي في الحادية عشرة والربع في مقر الحسينية المهدية في البلاد القديم. ونفى تلقي اللجنة القائمة على البرنامج أي دعم مادي من قبل رجال الأعمال أو القطاع الخاص أو الحكومي، مؤكدا أن الكتاب الواحد الذي يتسلمه الطالب يبلغ سعره دينارا ونصف الدينار، إلى جانب أن هناك مصروفات أخرى غير التعليم مثل المواصلات وإيجار بركة السباحة وغيرها، ونسبة ما يساهم به المشتركون من التكاليف هو 10 في المئة، متمنيا مساهمة القطاع الخاص والتجار في مثل هذه الأنشطة التي تصل كلفتها إلى ألف دينار فما فوق.

إلى ذلك تحدثت رئيسة مركز سلمان الثقافي للأطفال ثاجبة الوردي عن نشاط المركز في صيف هذا العام قائلة: "يتكون البرنامج الصيفي من الأنشطة العامة التي يندرج أسفلها النشاط الثقافي وهو الذي يهتم بترغيب الأطفال على المطالعة والقراءة الحرة، ونشاط الشطرنج الذي يهدف إلى تدريب الأطفال على المهارات والتقنيات الشطرنجية الحديثة وإجراء المسابقات في هذا المجال، والنشاط الرياضي الموزع بين ممارسة بعض الألعاب والتمرينات الرياضية المتنوعة في كرة القدم والطائرة والريشة والطاولة". وأضافت "أما فيما يتعلق بالأقسام التخصصية، فهناك مجالات الرسم وتشمل تعليم تكوين الموضوع ورسم الطبيعة الصامتة والطبيعة الحية والأشكال الهندسية وتظليلها، وأيضا المسرح الذي يعنى بتعليم الأطفال المنهج المسرحي في التمثيل والارتجال والإلقاء المسرحي وتجسيد بعض الشخصيات المسرحية إلى جانب كتابة النصوص المسرحية وبعض المشاهد التمثيلية التي تخدم الممثل في طلاقة اللسان والنطق والحضور المسرحي، والموسيقى التي تركز على تقنيات العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية والتدريب على القراءة النظرية للنوتة الموسيقية، وكذلك الخزف الذي يشتمل على تعليم الأطفال التشكيل بالطين وإنتاج جداريات مختلفة في الخط العربي، والأشغال اليدوية وإنتاج لوحات فنية مختلفة وورش عمل في الديكوباج وعمل المجسمات من الأسلاك والورق وتصنيع أشكال مختلفة، وأخيرا تعليم برامج الحاسوب".

ولفتت الوردي إلى أن سن المشاركة للفئة العمرية من 7 وحتى 15 سنة، ورسوم التسجيل هي 15 دينارا لمدة شهرين للنشاط الصيفي الذي بدأ في الثاني من الشهر الجاري وينتهي في 31 أغسطس/ آب المقبل، بمعدل خمسة أيام في الأسبوع.

ومن جهته بين رئيس مؤسسة دار كليب للتربية والثقافة الإسلامية علي الليث أن برنامج الدار مقسم إلى فرعين للرجال والنساء، ويشتمل على دروس لتعليم الصلاة والقرآن الكريم ودورات في العقائد والأخلاق والفقه تستغرق كل منها ثلاثة أسابيع، بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، معتقدا أن هذا الأسلوب في تكثيف الحصص على مدى ثلاثة أسابيع سيسهم في ترسيخ المعلومات في ذهن المتلقين من الطلاب.

وأفصح الليث عن إقامة ملتقى ثقافي كل أسبوعين يتم فيه عرض القضايا الساخنة والحساسة، كما تم من جهة أخرى توزيع دروس تعليم القرآن الكريم وأحكامه على ثلاثة مستويات كل واحد منها له منهج محدد في أقسام التجويد وسور الحفظ والتلاوة، وبالنسبة إلى الأطفال هناك دورة خاصة لمن لم يدخل المدرسة منهم تشتمل على الرسم والفقه والتجويد والنشيد والعقائد وبرامج الكمبيوتر