ينتظر أن يرد الوكيل المساعد في وزارة الاشغال والاسكان نبيل أبوالفتح على سؤال أرسل إليه منذ نحو شهرين يستفسر عن سبب عدم توزيع المنازل الإسكانية التي فرغت الاشغال من إنشائها منذ ما يقرب الستة شهور، في وقت تردد أن الوزارة "أجلت عملية التوزيع بسبب خلاف بينها وبين الأهالي الذين رفضوا شرطها الطارئ بتسليمهم المنازل الجديدة مقابل التنازل عن منازلهم القديمة".
وذكر مصدر مسئول في الوزارة في حديث ابعده عن التصريح الصحافي ان الوزارة "قررت استملاك المنازل القديمة التي يسكنها الأهالي حاليا مقابل تسليمهم المنازل الجديدة كي يتسنى لها التوسع في إنشاء القرية النمودجية باستخدام الاراضي المتاحة وإقامة منازل إضافية عليها بهدف توزيعها على مستحقين مسجلين على قائمة الانتظار".
واعتبر المتحدث في حديثه الذي يعكس وجهة نظر الوزارة أنه من "غير المنطقي تسليم المنازل الجديدة مع تمسك المستفيدين منها بمنازلهم القديمة ما يفوت فرصة حصول مستحقين آخرين على سكن".
إلى ذلك أوضح عضو مجلس بلدي المنطقة الشمالية ممثل الدائرة جمعة الأسود أن الوزارة "على وشك الانتهاء من توزيع المنازل"، بقوله ان ذلك سيتم "قريبا جدا"، واعتبر ذلك حلا لما وصفه "بالمشكلة" والتوصل إلى آلية توزيع "ترضي جميع الاهالي الذين يصرون على مطالبهم"، ونفى الأسود في اتصال هاتفي وجود خلاف بين الاهالي والوزارة قائلا ان الامر "لا يتعدى كونه مطالبات في طريقها إلى الحل".
وعن واقع العيش في المنازل القديمة قال ان بعض المنازل "تتكدس فيها نحو ثلاث عوائل مركبة أو أكثر"، ما يعني أن المنازل المنشأة أخيرا لن تستوعبهم "لضيق المساحة ومحدودية الغرف".
وقال إن الزيارة التي قام بها أخيرا وزير شئون البلديات والزراعة علي صالح الصالح للمنطقة الشمالية تناولت هذا الموضوع، إذ قال الوزير انه "سيعمل على إيصال مطالب الاهالي بهذا الشأن إلى عاهل البلاد بعد إدراجها مع المطالب الاخرى".
إلى ذلك نقل المواطن إسماعيل الموالي خلال زيارة "الوسط" إلى المنازل الجديدة في قرية المقشع أمس ان الاهالي "يتحدثون عن قيام أحد الاشخاص الذين يتواصلون مع وزارة الاسكان بتقديم قائمة تضم اسماء أقارب له لإعطائهم الاولوية في توزيع المنازل على رغم وجود عوائل يفرض وضعهم السكني الانتقال إلى السكن الجديد في أسرع وقت"، وخشي الموالي في حال صحة هذه الأحاديث من أن "تتخلل عملية التوزيع تقديم حالات غير طارئة على أخرى تعاني من مشكلة السكن".
كما تناول موضوع التنازل عن المنازل القديمة إذ أشار إلى أن الاهالي "يتمسكون بإيجاد آلية تضمن عدالة التوزيع وتأخذ في الاعتبار عدد أفراد كل عائلة فضلا عن اقدمية الطلبات المقدمه إلى الاسكان".
وكان وزير الاشغال والاسكان فهمي الجودر أوضح في تصريح لـ "الوسط" بداية يناير/ كانون الثاني الماضي أن "المنازل أصبحت جاهزة ويمكن توزيعها في أي وقت"، وتحدث حينها عن مقترحات "تدرسها الوزارة" مع المحافظ ورئيس مجلس بلدي الشمالية "لتحديد آلية للتوزيع"، إذ أكد ان المكرمة "ستنفذ كما جاءت لتخدم أصحاب المنازل القديمة في القرية، ولن تخرج الوزارة عن الأساس الذي جاءت لأجله المكرمة".
كما اعتبر حينها الجدل بشأن الأحقية مشكلة تواجهها الوزارة دائما "لكن المنازل ستمنح لمن يستحقها". وتناول ايضا أن "المنازل الجديدة ستوزع على أصحاب المنازل القديمة التي تعاني وضعا صعبا والفائض من الجديدة سيكون لصالح أصحاب الطلبات القديمة، ووصف ذلك بأنه "حل يرضي الجميع".
ويتكون مشروع المقشع من 91 وحدة سكنية بدأت الاشغال في إنشائها في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2002 بعد زيارة ولي العهد للقرية بتوجيهات ملكية، ويشتمل المنزل الواحد على طابق يضم الطابق الأسفل 3 غرف وحماما وفناء خلفيا، والعلوي أربع غرف نوم ودورتي مياه
العدد 1047 - الإثنين 18 يوليو 2005م الموافق 11 جمادى الآخرة 1426هـ