العدد 1047 - الإثنين 18 يوليو 2005م الموافق 11 جمادى الآخرة 1426هـ

إدراج قلعة البحرين بداية لخطوات أشمل

بعد اعتبارها معلما إنسانيا

الحلم الذي ظل يراود المهمتين بالشأن التراثي البحريني والذين سعوا بجهود لا تعرف الكلل من أجل تسجيل قلعة البحرين في منظمة اليونسكو. تحقق أخيرا يوم أعلنت الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي آل خليفة عن نجاح تلك المساعي في ادراج القلعة على قائمة التراث الانساني، وبالتالي أصبحت القلعة تتمتع بكل ما تتمتع به القلاع والأماكن الأخرى العالمية من حماية واهتمام دوليين.

تحقق هذا المطلب الوطني يحيل بالضرورة إلى التساءل عن أهمية هذه الخطوة وعن الخطوات الأخرى المرتقبة والتي تحط في مصلحة حماية هذا التراث العريق الذي تزخر به البحرين.

وفي السطور الآتية حاورنا مجموعة من أهل الاختصاص واستطعنا الخروج منهم بتصوراتهم حيال هذا التسجيل وأهميته.

التعريف بأهمية الموقع

الباحث في التراث الدلموني علي أكبر بوشهري أكد أهمية هذا التسجيل وأشار الى أهمية الخطوة الآتية في التعريف بأهمية هذا الموقع وأضاف: "ان هذا التسجيل هو الاعتراف الأول لمنظمة اليونسكو بمكانة تاريخ البحرين القديم واعتراف بحضارة دلمون. وهنا علينا التساءل عن الخطوة الثانية وعن كيفية الاستفادة من هذه الفرصة من أجل تعريف العالم بهذه الحضارة العريقة وأرى أن يقوم بذلك الاشراف والتنظيم أهل الاختصاص في هذا البلد. ان الشيء الجميل هنا هو الاهتمام الشخصي من قبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رغم اهتماماته الكبيرة بتاريخ البحرين ومن ذلك اهتمامه الخاص بتسجيل القلعة.

طبعا لا يوجد أحد من أهل هذا البلد لا يدرك أن هناك قطعا أثرية أخرى لها أهميتها وتستحق التسجيل في منظمة اليونسكو فليس كل المواقع المسجلة في اليونسكو في العالم هي مواقع كبيرة وانما ضمنها مواقع صغيرة ولدينا هنا مواقع صغيرة تستحق التسجيل كمعبد باربار، شجرة الحياة، موقع سار، المتبقي من المدافن الدلمونية ولكن أتصور أن مهمتنا الآن يجب أن تتجه الى الاعتناء بهذه القلعة وادارتها والتعريف بها وبالتراث البحريني العريق".

مواقع أخرى

وعن المواقع الأخرى الجديرة بالتسجيل قال باحث أول بمتحف البحرين الوطني عبدالعزير صويلح: "أجد أن أهمية هذا التسجيل تكمن في أن البحرين استطاعت أن تثبت نفسها على خريطة الاهتمام الدولي بالنسبة إلى ما تحويه من آثار اعتبرت آثارا عالمية، وهو اعتراف بأن البحرين هي دولة تمتلك آثارا مهمة دعت منظمة عالمية الى الحرص على اعتبارها موقعا عالميا يحظى بالمسئولة من قبل كل دول العالم.

ان اعتراف منظمة اليونسكو بذلك مكسب كبير اذا ما قيست القلعة بالمواقع الأثرية الأخرى في العالم كالأهرام التي تعتبر احدى معالم الدنيا وتعد من ضمن عجائب الدنيا السبع. فموقع قلعة البحرين اذا لا يقل أهمية عن الأهرامات وسور الصين العظيم، وهو الأمر الذي يدعونا الى الافتخار بأنه توجد لدينا حضارة كبيرة.

ان هذا التسجيل يحمي هذا الموقع عالميا اذ لا تصبح البحرين فقط معنية بحمايته، وانما كل دول العالم مسئولة عنه فهو يرتبط بالمسيرة الانسانية ككل، واذا ما تمت الموافقة على هذا التسجيل فمعنى ذلك أن التوسع العمراني لا يصل اليها.

وأتمنى من المسئولين بذل مزيد من الجهود من أجل العمل على تسجيل مواقع أخرى مهمة كالمدافن وعين أم السجور فهناك مواقع تعود الى العصور الحجرية تحتاج الى بذل الجهد من اجل تسجيلها الذي يتطلب اعداد الكوادر من خلال الجهد الميداني إلى ابرازها وكشف أسرارها كموقع قلعة عراد وقلعة الرفاع والتي تحتاج إلى المزيد من التحري لابراز أهميتها من خلال مكتشفاتها".

فوائد التسجيل

أما باحث الآثار الميداني محمد ابراهيم معراج فتحدث عن موقع قلعة البحرين والأهمية التي اكتسبته من هذا التسجيل فقال: "بتسجيل هذه المواقع الأثرية تكون اليونسكو مسئولة عن الموقع فلا يستطيع أي التصرف فيه ولا في أي ناحية من نواحيه. فالموقع من مسئولية اليونسكو ومتى ما احتاج الى الترميم فان هناك اعانات من اليونسكو لذلك.

والحق أن هذا الموقع تمتع بمزايا حضارية جعلت الموقع من أهم المواقع فهذا الموقع له أهميته في المكتشفات التي دلت على أنه كان وسطا بين أعظم حضارتين في العالم منذ الألف بين حضارة وادي السند ووادي الرافدين.

ان هذا الموقع يقع في منطقة تجارية منذ تلك العصور. وهناك اكتشفت الكتابة المسمارية وعثر الدنماركيون على ما يقارب المئة رقم طيني تدل على علاقات مع التجار حين كانوا يستوردون الأخشاب عن طريق الهند وعن طريق افريقيا وبعض المواد كالنحاس وحتى الحرير اذ كانت كل تلك الأشياء مطلوبة بالنسبة إلى وادي الرافدين فكانت نقطة الاستراحة هي البحرين اذ كان تجار البحرين على اتصال مع تجار سومر وبابل.

وطبعا هناك مواقع مهمة على ساحل الخليج ولكن مساحة موقع قلعة البحرين ووجود المياه العذبة جعل السومريين يهتمون أكثر بالبحرين اذ كانوا يتغنون بها في أشعارهم كأرض مقدسة فكانوا ينظرون اليها كأنها جنة عدن أو ميناء العالم كما أسموها".

إسهامات الانسان البحريني

وتحدث أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة البحرين علي منصور شهاب عن اسهام الانسان البحريني فأوضح "ان تسجيل قلعة البحرين ضمن قائمة التراث العالمي سيساهم في ابراز اسم البحرين لما تتميز به من جوانب انسانية وحضارية. ووضع هذا المعلم على خريطة العالم يبرز اسهامات الانسان البحريني.

ان تاريخ الانسان يقاس دائما بانجازات الانسان البحريني والقلعة هي احدى الأعمال التي قام بها انسان هذا الوطن حين أدرك أهمية هذا الوطن وأهمية هذه القلعة كمحطة دفاع عن الوطن اذ كانت تحمي البلاد من كل الأخطار المقبلة.

ونحن نثمن كل الجهود التي بذلت في الحصول على هذا المكسب ونعرف ان البحرين تزخر بالمواقع الأثرية الأخرى التي تمثل مراكز حضارية ومراكز تدل على قدرة الانسان البحريني على العمل والانجاز. واذا كنا نريد رؤية شواهد على عظمة الانسان البحريني فسنجدها في هذه المواقع"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً