ألقى استمرار التداعي الأمني الذي يشهده العراق بظلاله على صورة المشهد السياسي، بيد ان ذلك لم يمنع الساسة العراقيين من مواصلة جهودهم داخل البلاد وخارجها لتأمين الملف الامني الذي اخذ يمثل اكثر الملفات حرجا للحكومة العراقية وكذلك المضي قدما في الاستحقاقات السياسية المقبلة . فقد وصل رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري بعد ظهر أمس السبت إلى طهران في زيارة وصفت بالتاريخية لتعزيز المصالحة بين عدوي الامس وهي اول زيارة يقوم بها رئيس حكومة عراقي إلى إيران منذ سقوط صدام حسين.
وتندرج زيارة ابراهيم الجعفري الذي يقود وفدا من عشرة وزراء في اطار التقارب بين البلدين الجارين اللذين تحاربا من 1980 إلى 1988 ما ادى الى سقوط مئات الالاف من القتلى. وتهدف خصوصا الى تعزيز التعاون الاقتصادي والامني بين العراق وإيران. ونقلت الوكالات المحلية عن وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي قوله "ان البلدين سيوقعان عددا من بروتوكولات الاتفاق في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية".
وقال "اننا على استعداد في وزارة الاستخبارات للتوقيع على اتفاقات أمنية معدة مسبقا". واضاف يونسي "سنقوم بالتحضير لظروف تعاون امني بين البلدين، ان الجمهورية الاسلامية تولي الكثير من الاهمية للأمن في العراق وتعتبر ان امننا مرتبط بامن العراق".
لكن الجعفري سيوقع ايضا اتفاقات نفطية وفي مجال الطاقة لتغطية حاجات بلاده المتنامية.
وستتناول احدى هذه الاتفاقات مد انبوب نفط لنقل النفط الخام من البصرة "العراق" الى عبادان "إيران" من على جانبي الحدود.
وبحسب هذا الاتفاق، ستضع إيران مرافئها على بحر قزوين في التصرف لتنقل الى العراق الكمية نفسها من النفط المكرر الآتي من آسيا وقال وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم السبت إن العراق يتوقع ابرام اتفاق مبدئي مع ايران يوم الاثنين لمبادلة النفط الخام بمنتجات عبر خط انابيب مزدوج.
ويعتزم العراق توريد ما يصل الى 150 ألف برميل يوميا من الخام الى مصفاة عبادان في جنوب غرب إيران على ان يحصل في المقابل على البنزين والسولار والكيروسين.
وقال بحر العلوم "في هذه المرحلة الاولية... سنوقع مذكرة تفاهم". واضاف ان المشروع يمكن ان يبدأ العمل خلال عام. وكان بحر العلوم قال الشهر الماضي إن مد خط الانابيب سيستغرق فقط ما بين ثلاثة الى ستة اشهر. ومن المقرر مبدئيا اقامة حفل توقيع يوم الاثنين.
ولدى إيران خطط اكثر طموحا لمبادلة 350 ألف برميل من النفط مع العراق وقد اثارت دهشة في واشنطن لكن المسئولين لم يكشفوا عما اذا كان تحقق اي تقدم في هذا الصدد.
ويستخدم الجاران العضوان الكبيران في اوبك اللذان خاضا حربا من 1980 حتى 1988 الروابط في مجال الطاقة كجسر للتقدم تجاه التقارب الكامل.
وباعت ايران بالفعل وقود تدفئة الى العراق اثناء الشتاء واشارت الى خطط للتشغيل المشترك لحقول نفطية حدودية. وما زال الاقتراح الاخير مجمدا إلى حد كبير. وفي اطار معالجة التدهور الامني سياسيا واجرائيا عبر دول الجوار فقد غادر المنامة أمس وفد امني بحريني برئاسة وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة متوجها الى اسطنبول للمشاركة في الاجتماع التحضيري الذي يسبق الاجتماع الثاني لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق الذي سيعقد يومي 18 - 19 يوليو/ تموز الجاري. من جانب اخر اعلن مصدر رسمي ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد خلال استقباله السفير الروسي في العراق السبت دعم بلاده لطلب روسيا الانضمام الى منظمة المؤتمر الاسلامي
العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ