اقتحمت قوات عسكرية جزائرية خلال اليومين الماضيين مخيمات "البوليساريو"، إذ أصبحت تتحمل مباشرة المسئولية الأمنية داخل مخيمات "تندوف"، وطلبت مباشرة بعد ذلك من وزير دفاع الجبهة محمد ولد البوهالي المغادرة باتجاه إسبانيا. في وقت تعهدت حركة "استقلال الصحراء الغربية" في المنفى أمس بالإفراج عن 408 أسرى مغاربة محتجز كثير منهم منذ نحو عقدين. وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن مجموعة من الفرق العسكرية الجزائرية بلباس الميدان اقتحمت المخيمات. وأوضح المصدر أن إرسال الفرق إلى المخيمات كان بمثابة "رسالة تحذيرية" للسكان المحتجزين لثنيهم عن التظاهر والاحتجاج ضد قيادة "البوليساريو".
وأضاف المصدر أن المخابرات العسكرية الجزائرية اقترحت على وزير دفاع الجبهة مغادرة المخيمات والتوجه إلى إسبانيا "لأخذ قسط من الراحة إلى جانب زوجته الموجودة هناك". وحسب مصادر مطلعة فإن دعوة ولد البوهالي للتوجه إلى إسبانيا تهدف لاحتواء الخلاف القائم بين هذا الأخير ومجموعة من قادة المناطق العسكرية الذين سبق لهم أن أعلنوا عن تمردهم وعصيانهم للأوامر، إلا أن الوزير اعتبره الدعوة بمثابة "محاولة لإبعاده".
وفي السياق ذاته، قال ممثل "البوليساريو" في الجزائر محمد يسلم بساط إن "القيادة قررت الإفراج عن 408 من الأسرى المغاربة من دون شروط"، مضيفا "الإرادة السياسية الآن موجودة والقرار سينفذ بمجرد ان تخف حدة التوترات داخل الصحراء".
من جهة أخرى، تحدثت تقارير إعلامية جزائرية عن عودة أعمال العنف إلى ولاية بشار عاصمة غرب الوسط الجزائري. ووفقا لما نقلته صحيفة "الخبر" فإن الاحتجاجات تأتي ردا على تدهور الأحوال المعيشية واستفحال البطالة، وتوجيه ثروات المنطقة إلى المناطق الشمالية بالجزائر
العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ