نشرت الشرطة البريطانية أمس صورة التقطتها كاميرا مراقبة أمنية للأشخاص الأربعة الذين يشتبه في أنهم نفذوا الهجمات الانتحارية في لندن وهم مجتمعون في محطة لوتون للقطارات شمال العاصمة البريطانية صباح اليوم الذي وقعت فيه الهجمات الأسبوع الماضي. وتظهر الصورة المشتبه فيهم الأربعة وهم يحملون حقائب ظهر كبيرة وكان اثنان منهم يرتديان قبعات البيسبول. وذكرت الشرطة البريطانية "سكتلنديارد" ان الصورة التقطت في محطة لوتون على بعد 40 كيلومترا شمال لندن إذ التقى الرجال الأربعة عند الساعة 07,20 صباحا "06,20 ت غ" صباح السابع من يوليو/ تموز قبل ان يتوجهوا الى محطة كينغز كروس إذ التقطت صور لهم معا قبيل الساعة 08,30 صباحا.
من جانب آخر، لقي أمس خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم بينهم ايرلندية وبريطاني فيما أصيب نحو 14 آخرين بينهم ستة بريطانيين آخرون خمسة منهم في حال خطيرة في تفجير انتحاري بحافلة صغيرة في منتجع كوشاداسي الشعبي في تركيا على بحر ايجه، يحتمل أن تكون نفذته فتاة. وصرح نائب حاكم كوشاداسي علي باريس "ندرس كل الاحتمالات وبينها إمكان أن تكون منفذة العملية الانتحارية فتاة شابة في السادسة عشرة أو السابعة عشرة" من العمر.
عواصم - وكالات
دعا رئيس الوزراء البريطاني أمس إلى شن معركة ضد ما وصفه بأنها معتقدات متعصبة وراء هجمات لندن. وقال "ما نواجهه هنا هو أيديولوجية شر. لا يمكن في اعتقادي أن تقهر إلا بمواجهتها... والتصدي للأعراض والأسباب". كما طالب قائد شرطة لندن أيان بلير، المسلمين بالتخلي عن سياسة إنكار وجود عناصر متشددة في صفوفهم، وأن يشاركوا بفاعلية في التصدي للإرهاب. في حين قالت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت إن التفجيرات مرتبطة بالأزمة العراقية.
وأعلنت الشرطة أن حصيلة ضحايا الاعتداءات ارتفعت إلى 55 قتيلا. وعلى صعيد التحقيقات، نفى وزير الداخلية المصري حبيب العادلي أن يكون للكيميائي المصري مجدي النشار الذي تم توقيفه قرب القاهرة علاقة بتنظيم "القاعدة". وأضاف "أن ما ذكرته بعض محطات التلفزة الأميركية والبريطانية بشأن علاقة النشار بـ "القاعدة" ليس له أساس من الصحة ويمثل استنتاجا متعجلا كما أن ما نشر عن مشاركة ضباط بريطانيين في التحقيق مع النشار أمر غير دقيق. وكانت مصادر أمنية أعلنت أن ضباطا في الشرطة البريطانية متخصصين بمكافحة الإرهاب سيتوجهون إلى القاهرة، وسيصلون في الأيام المقبلة لمتابعة التحقيق الذي تجريه السلطات البريطانية لكن من دون المشاركة فيه".
وفي باكستان، اعتقلت قوات الأمن شخصين بمدينة لاهور للاشتباه في أنهما على علاقة بأحد "مفجري لندن بشهزاد تنوير. وجاءت عملية اعتقال الشخصين بعد قيام قوات الأمن باعتقال أربعة من المشتبه بهم بمدينة فيصل آباد. وكشفت مصادر أن السلطات البريطانية قدمت قائمة بأسماء الإرهابيين المتورطين الى الأجهزة الباكستانية. وقال مسئولون باكستانيون إن المسئولين عن مدرستين دينيتين نفوا أن يكونوا استضافوا تنوير، لكن مسئولين أمنيين باكستانيين صرحا أن ثلاثة من الانتحاريين زاروا باكستان العام الماضي. وأوضحا أن محمد صديق خان وشهزاد تنوير توجها معا إلى باكستان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 ووصلا إلى مطار كراتشي ثم عادا إلى بريطانيا في مطلع فبراير/ شباط الماضي. وأضافا أن حسيب حسين وهو الأصغر سنا وصل إلى كراتشي لكن منفردا. وعبرت أسرة محمد صديق خان عن "تعازيها العميقة" لأسر الضحايا، مؤكدة أن ابنها تعرض "لغسيل دماغ". وعلى صعيد التعاون لكبح الإرهاب، أعلن مصدر رسمي في الرباط أن المغرب وبريطانيا سيعززان تعاونهما وذلك بمناسبة زيارة وزير الدولة البريطاني المكلف الشئون الخارجية كيم هاويلس للمغرب... وجاء الوزير البريطاني إلى الرباط "للإطلاع على الوسائل التي اعتمدتها السلطات المغربية في مجال مكافحة الإرهاب بعد اعتداءات الدار البيضاء" ومناقشة مسألة المغربي محمد الغربوزي.
وامتدت حلقة التفجيرات إلى تركيا أمس، إذ لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة عشر آخرون بجراح بينهم ستة سياح بريطانيين خمسة منهم في حال خطيرة بسبب انفجار نفذته سيدة انتحارية في منتجع كوساداسي التركي على بحر ايجه، ووصف رئيس الوزراء رجب أردوغان الانفجار بأنه "هجوم إرهابي".
وفي ألمانيا، أصدر وزير الداخلية أوتو شيلي تحذيرا من أن مسلمي ألمانيا البالغ عددهم 2,5 مليون نسمة قد يخرج منهم "إرهابيون".
وفي فرنسا، هدد وزير الداخلية نيكولا ساركوزى بترحيل أي رجل دين مسلم يقدم على التحريض على العنف، أما في هولندا فقال وزير الداخلية يوهان ريمكيس انه يوجد ما يصل إلى 20 جماعة متطرفة تضم مئات الأعضاء ونساء مستعدة لاستخدام العنف. كما أعلن السفير البريطاني في روسيا طوني برينتون أن بلاده ستقوم بترحيل ممثل زعيم الانفصاليين الشيشان أحمد زاكاييف إذا قدمت النيابة العامة الروسية براهين على ضلوعه في عمليات إرهابية.
لندن - أ ش أ
أصدر 22 من قادة الجاليات الإسلامية في بريطانيا بيانا أدانوا فيه بشدة حوادث تفجيرات لندن، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة القضايا والأسباب التي تدفع الشباب المسلم نحو التطرف. وأكد البيان الذي تلاه إمام مسجد ليستر المركزي شاهد رضا أن الإسلام لا يجيز تلك التفجيرات ولا يجب اعتبار مرتكبيها شهداء. وطالب البيان أيضا باتخاذ إجراءات لمواجهة مشكلات البطالة والانعزال الاجتماعي والفساد الاقتصادي والعنصرية وكراهية الإسلام، وهي المشكلات التي قد تدفع الشباب البريطاني المسلم إلى الغضب والقيام بتصرفات يائسة.
الرياض - أ ش أ
ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية أمس أن هناك اتفاقا بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية على عمل حصر شامل لأبناء العرب والمسلمين الذين درسوا أو مازالوا يدرسون في معاهد وجامعات أوروبية متخصصة في المجالات العلمية والتكنولوجية لفرض رقابة عليهم. وقال مصدر أمني أوروبي رفيع المستوى إن تقارير أجهزة الاستخبارات أكدت وجود مخاطر كبيرة مصدرها أبناء الجيل الثالث من هؤلاء المهاجرين بسبب حرصهم على الالتحاق بالكليات ذات المستويات العلمية الرفيعة
العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ
