وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذيرا صارما للناشطين أمس قائلا: إنه لن يسمح بأي اقتتال أو انتهاكات لوقف إطلاق النار مع "اسرائيل". واتهم عباس بعض الجهات بمحاولة "إضعاف السلطة الفلسطينية وكسر هيبتها ومحاولة إشعال نار الفتنة"، في إشارة الى حركة "حماس"، مؤكدا أن "السلاح الشرعي هو سلاح السلطة" الفلسطينية. وقال الرئيس الفلسطيني إن السلطة الفلسطينية "ستلاحق بقوة القانون كل الذين اعتدوا على مقرات السلطة" في إشارة للاشتباكات بين عناصر من حماس وقوات الأمن الفلسطيني. في غضون ذلك قالت مصادر طبية إسرائيلية إن سبعة مستوطنين إسرائيليين أصيبوا بجروح مساء أمس جراء سقوط قذيفتي هاون على منزلين في مستوطنة نيسانيت بشمال قطاع غزة. إلى ذلك قال مسئولون فلسطينيون أمس إن وسطاء مصريين سيزورون قطاع غزة اليوم لمحاولة منع تجدد الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني الذي يهدد بتعقيد الانسحاب الإسرائيلي المزمع من القطاع الشهر المقبل.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض
اتهمت السلطة الفلسطينية أمس "إسرائيل" بـ "محاولة دفع الفلسطينيين إلى اقتتال داخلي". في غضون ذلك، كشف مركز إعلامي فلسطيني وثيقة لـ "حماس" تقول إن الحركة ترغب في الاستيلاء على السلطة في غزة عقب الانسحاب الإسرائيلي في وقت ارتفع فيه عدد الشهداء من الحركة في سلفيت.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه برام الله: "إننا ندين المحاولات الإسرائيلية للدخول في حياتنا الداخلية ومحاولة خلط الأوراق وتصعيد الموقف والدفع إلى اقتتال فلسطيني داخلي". وأضاف "باسم الحكومة الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نعلن الرفض القاطع والشجب اللامحدود للعدوان الإسرائيلي الذي مازال متواصلا على غزة وعلى سلفيت وطولكرم، وما رافقه من اغتيالات واعتقالات". وأوضح "نحن نرفض ونشجب العدوان ولا نقبل به، وهؤلاء الذين يسقطون هم مناضلون من بيننا".
وأشار قريع إلى أن السلطة الفلسطينية ستبحث مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس "العدوان الإسرائيلي" خلال زيارتها القريبة الى المنطقة، وخصوصا قيام "إسرائيل" بتكثيف وجودها العسكري حول غزة خلال الأيام القليلة الماضية.
وجاء مؤتمر قريع عقب الاشتباكات الداخلية التي وقعت في القطاع بين الشرطة الفلسطينية وحركة "حماس" والتي أدت إلى مقتل ثلاثة وجرح نحو عشرين فلسطينيا. ووصف قريع تلك الحوادث بأنها "خطأ... وليست إنجازا لأحد".
وقال: "باسم الحكومة أقول؛ إننا سنعمل وسنستمر في عملية فرض القانون والنظام، ولن نتسامح أو نتساهل في ذلك على الإطلاق".
إلى ذلك، أكدت لجنة المتابعة العليا للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في اجتماع لم تحضره "حماس" أمس التزام كل الفصائل التهدئة، ودعت الى سحب جميع المسلحين من الشوارع باستثناء سلاح السلطة الفلسطينية. وبعد الاجتماع أكدت اللجنة "التزام جميع الفصائل بالتهدئة وفقا لإعلان القاهرة". كما أعلنت مصادر فلسطينية مسئولة أمس أن وفدا أمنيا مصريا يصل اليوم إلى غزة من أجل المساعدة في احتواء الأزمة بين السلطة الفلسطينية و"حماس" وبحث موضوع التهدئة.
في غضون ذلك، كشف مركز الإعلام والمعلومات الفلسطيني المحسوب على حركة "فتح" أمس عن وثيقة لحركة "حماس" تتعلق باستيلاء الحركة على السلطة في قطاع غزة فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب المركز، فقد أقرت "حماس" بتاريخ 23/5/2004 وثيقة داخلية تعاملت معها بسرية مطلقة بشأن موقفها وكيفية تجسيده عمليا بما يضمن لها فرض موقفها وسيطرتها على مفاتيح وأركان السلطة وإدارة الأمور ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة لدرجة أن الوثيقة أشارت إلى أن موقف "حماس" غير قابل للتراجع عن فرض ذاتها على السلطة في القطاع. من جانبها توعدت "حماس" أمس خلال تشييع أربعة من ناشطيها قتلوا الجمعة في غارة إسرائيلية بالانتقام لمقتلهم. وقال أحد قياديي حماس إسماعيل هنية في كلمة ألقاها خلال تشييع الناشطين الأربعة بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إن "التهدئة التي أعطيت في القاهرة لم تعط لحماية دم الصهاينة بل لحماية الدم الفلسطيني". وأضاف "يوم يراق الدم الفلسطيني لا حماية لدم الصهاينة". واتهم متحدث باسم الحركة وزارة الداخلية الفلسطينية بمحاولة منعها من أداء رسالتها الإعلامية. وقال سامي أبوزهري: "هناك محاولات لوزارة الداخلية لمنع حركة حماس من أداء رسالتها الإعلامية فقد تم منعي من الظهور على "قناة الجزيرة" يوم الخميس الماضي، كما وجهت الوزارة تحذيرا إلى إذاعة "صوت الأقصى" في غزة".
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء في سلفيت ارتفع إلى أربعة باستشهاد الفتى معاذ جمال أبوسليم "16 عاما" الذي استشهد متأثرا بجروحه التي أصيب بها في وقت سابق بنيران قوات الاحتلال في وقت استمرت فيه تلك القوات في فرض تقسيمها لقطاع غزة.
وكانت مروحيات إسرائيلية شنت غارتين الليلة قبل الماضية على أهداف فلسطينية في مدينة غزة وغارة ثالثة على خان يونس بالقطاع أوقعت جريحين. وقالت المصادر إن "طائرات أباتشي أطلقت صاروخين على الأقل باتجاه ورشة وسط مدينة غزة ما أدى الى تدميرها". وواصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية فجر أمس شملت 26 فلسطينيا من حركتى "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" في بيت لحم ونابلس والخليل.
من جهتها، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس النقاب عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أصدر أوامره لقادة الجيش خلال اجتماع عاجل مع عدد من كبار المسئولين الأمنيين في تل أبيب بضرورة الإعداد لعملية اجتياح برية مكثفة وواسعة النطاق في قطاع غزة وفي "أي موقع يعتقد أنه ضروري".
نيويورك - بنا
حثت سويسرا بوصفها المؤتمنة على اتفاقات جنيف "اسرائيل" على التعهد بإزالة الجدار الذي تشيده في الضفة الغربية إذا خف تهديد وقوع هجمات مسلحة فلسطينية.
وذكر راديو "سوا" ان السفير السويسري بيتر مورير قال في تقرير للجمعية العامة للأمم المتحدة إن المصدقين على الاتفاق يطالبون أيضا ان تواصل السلطة الفلسطينية العمل بشأن التزامها بتحسين الوضع الأمني في الأراضي المحتلة. وقال مورير ان المشاورات التي أجرتها حكومته توصلت الى ان غالبية الموقعين على الاتفاق يعتقدون بسريان مفعوله على سائر الاراضي الفلسطينية الا انه أضاف انه لا يوجد حماس يذكر لعقد مؤتمر دولي في الوقت الراهن
العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ