لا أحد يختلف على أن المذيع والإعلامي الموهوب معتز الدمرداش واحد من ألمع مقدمي برامج «التوك شو» على شاشة الفضائيات المصرية الخاصة والعربية، فهو صاحب مدرسة خاصة به في مواجهة ضيوفه والحوار معهم بأسلوب لا يخلو دائما من الصراحة والنقد اللاذع من دون الخروج على آداب وتقاليد المهنة التي عشقها منذ تخرجه في قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام.
رحلة معتز الدمرداش مع العمل الإعلامي تحتاج إلى صفحات مطولة، فهو باختصار لم يترك مجالا من هذه المجالات إلا واقتحمه بكل قوة وصدق وحماس، فمثلا مارس خبرات التدريس معيدا وأستاذا زائرا لبعض كليات الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، ثم انتقل للعمل في إذاعة «صوت أميركا» بواشنطن ثم مذيعا لنشرة الأخبار بالتلفزيون المصري، ثم مراسلا لوكالة «رويتر» ثم مراسلا لمحطة «M.B.C» وانتقل بخبرته للعمل على شاشة تلفزيون دبي ليقدم برنامج «الليلة مع معتز» وفي القاهرة «البيت بيتك» فحقق توهجا ولمعانا زاد من ثراء البرنامج، حتى قامت محطة «المحور» الفضائية بالتعاقد معه ليقدم البرنامج الناجح «90 دقيقة».
ويقول معتز الدمرداش إنه كونه محترفا لا يفكر على مدى الـ24 ساعة في شيء سوى برنامج «90 دقيقة» الذي أصبح يمثل كل دنيته، وهو يواصل الليل والنهار في اجتماعات مكثفة مع أسرة الإعداد للبرنامج، وهو دائما مهموم معهم بالتطوير والتحديث في الشكل والمضمون من خلال ما يريده الناس، بحيث يهتم البرنامج بعمق التناول والتحليل مع إعطاء راحة للعين بالنسبة إلى رؤية الجمهور على الشاشات، فتم تغيير الديكورات في أغسطس/ آب 2006، ثم كان التجديد الشامل لكل البرنامج في فبراير/ شباط 2008.
وعلى رغم كل ذلك يشعر معتز الدمرداش بعدم الرضا عن نفسه بنسبة 100 في المئة لأن أحلامه كثيرة وبلا حدود، ومن هنا يسيطر عليه القلق والتوتر دائما لأنه يسعى بقوة دائما نحو الأفضل، ويرفض رفع شعار «كله تمام» أو «ليس في الإمكان أبدع مما هو الآن» ويرفض أسلوب «الشطارة والفهلوة» في جذب الأنظار إليه.
ومن أحلام معتز الدمرداش أن يقتحم من خلال برنامج «90 دقيقة» الملف الشائك الذي يناقش بصوت عال قضية التحرش الجنسي التي تتعرض لها بعض السيدات والفتيات في بعض المواقع المختلفة، على رغم وجود القوانين الصارمة التي تنزل العقاب الرادع على من يتم ضبطه في مثل هذه الأمور.
ويضيف الدمرداش في دردشته أنه يطبق نظرية الاحتراف في عمله الإعلامي، وبالتالي فقد عرض عليه تقديم بعض الإعلانات أو المشاركة في بطولة عدة أعمال درامية ولكنه اعتذر عنها جميعا على رغم أنه خاض من قبل تجربة التمثيل في «شقة الأستاذ عليوة» مع المخرج سعيد عبدالله في الفيلم الذي نال نجاحا كبيرا عند عرضه في العام 1988 وشاركته بطولته آنذاك ليلي طاهر وصلاح ذوالفقار ومحمد توفيق.
وعلى رغم تفرغ الدمرداش للعمل الإعلامي، فإنه يؤكد أنه لن يغلق باب العمل على الشاشة كممثل أو من خلال الإعلانات، فربما يفكر في هذا الأمر مستقبلا. وإذا سألت الدمرداش الإعلامي الناجح عن أصعب الحوارات التي أجراها على مدى مشواره مع برامج «التوك شو» على شاشة التلفزيون فيقول لك بلا تردد: طبعا حواري مع «ماما نونه» أمي كريمة مختار بعد تجسيدها لهذه الشخصية في حلقات «يتربي في عزو» مع يحيي الفخراني، فقد خطفتني تماما وشعرت معها بكل مشاعر الصدق والأمومة الممزوجة بالحب والحنان والإعجاب والتقدير على دور تأثر به كل المشاهدين، وهم يفتقدون وجودها عقب رحيلها ضمن أحداث العمل، فأصبحت بالنسبة إليهم ذكرى رائعة. وقد وجدت نفسي في موقف صعب كوني ابنا لها ومشاهدا يتابع «ماما نونه» بانبهار شديد وينبغي أن أحاورها بحياد الإعلامي وتجرده من أية عواطف حتى يحقق لنفسه الصدقية بين المشاهدين... ومن هنا كان لقائي مع أمي هو الحوار الأصعب في حياتي على الإطلاق.
العدد 2416 - الجمعة 17 أبريل 2009م الموافق 21 ربيع الثاني 1430هـ