منذ إجراء الانتخابات العراقية وسنة العراق يشعرون بالفراغ الذي أحدثه قرار عدم مشاركتهم في الانتخابات.

فالسنة الذين يمثلون إحدى أهم رموز المعادلة العراقية الصعبة ظنوا أن مقاطعة الانتخابات، وفشل بوش في الانتخابات الرئاسية، وارتفاع عدد القتلى بين الجنود الأميركيين عوامل ستؤدي مجتمعة إلى خروج قوات الاحتلال وإعادة بناء العراق السياسي.

لكن حسابات الحقل اختلفت عن حسابات البيدر، فالانتخابات جرت، وبوش لم يغادر البيت الأبيض، كما يبدو أن الأميركان غير مكترثين جدا "حتى الآن على الأقل" بعدد خسائرهم في العراق مادامت هذه الحرب بعيدة عن مدنهم.

وما حدث أيضا بعد الانتخابات، ان السنة بدأوا يرون أن الزرقاوي - الذي يفتي لنفسه قتل إخوانهم الشيعة - غير قابل للسيطرة إذا ما قورن بأي نظام سياسي جديد في العراق.

كل تلك عوامل جعلت سنة العراق يعيدون حساباتهم باتجاه أن الأميركان باقون على الأقل حتى العام 2008 موعد الانتخابات الأميركية القادمة والتي قد تثير في حينها عدة أسئلة ليس أولها: "أين سيكون سنة العراق وسط الدعوات "لتفريخ" الفيدراليات التي هي إحدى علامات تقسيم العراق؟"

في الأمس، دعا عضو هيئة علماء المسلمين في الفلوجة أمام وخطيب جامع الفرقان الشيخ عبدالستار الجميلي مئات المصلين إلى المشاركة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وهي أول دعوة بهذا المستوى سترافقها بالتأكيد دعوات سنية مؤثرة أخرى للمشاركة في الانتخابات التي اثبتت أن ابتعاد السنة عنها يجعلها ناقصة بنقص عدم جريان الفرات او دجلة في بلاد الرافدين