هي قرية قديمة ومعروفة، قرية سكنتها قديما بعض القبائل العربية المعروفة. .. قرية العكر، تلك البقعة التي تعلق أهلها بصيد اللؤلؤ والأسماك، عشقوا البحر فعشقهم وأعطاهم مثلما أعطوه. تقع قرية العكر جنوب العاصمة "المنامة"، وجنوب غرب جزيرة سترة، تحدها مياه البحر من الجهتين الشمالية والشرقية، وتحدها من الغرب قرية النويدرات، ومن الجنوب قرية المعامير.
العكر... الأصل أم تعكر المياه
الحاج أبوأحمد يقول: "قيل إنها سميت العكر لأنها الأصل أو لأنها أصلية في وجودها ثم حرفت بعد ذلك إلى العكر". ولعل هذا يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العكر، بالكسر يعني الأصل. ويرى بعض أهالي القرية أنها سميت بالعكر لتعكر خيول عبدالملك بن مروان فيها، ثم حرفت وسميت العكر...
وبحسب رأي أهالي القرية فإن القرية سميت بالعكر، بفتح العين والكاف، لأنها كانت بها عيون فتعكر ماؤها، فسميت بذلك نسبة إلى تعكر مياه عيونها. وهذا أيضا ما يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العكر بالفتح هو : عكر الشراب والماء والدهن.
أقسام العكر
تتكون قرية العكر من منطقتين؛ العكر الشرقي والعكر الغربي. وتنقسم كل منطقة إلى عدة أقسام، فالعكر الشرقي ينقسم إلى أربعة أقسام أهمها؛ الجبل: وسمي بذلك لوجود بعض الأراضي الجبلية فيها، ويسمى أيضا بالبدائع نسبة إلى جمالها، إذ يوجد بها الكثير من المزارع، وللطافة جوها في فصل الصيف، وقد كان أهالي هذه القرية قديما ينتقلون إليها في هذا الفصل. ويمتد هذا القسم من البحر شمالا حتى المقبرة جنوبا.
وهناك قسم الديرة ويقع في الوسط، وهي أصل السكن في القرية، وقد تركزت فيها المآتم الحسينية، والمقبرة، ومسجد الشيخ سهلان بن علي، ومسجد الشيخ مؤمن.
أما المنكولة فتقع في الجنوب بمحاذاة قرية المعامير، إذ يفصل بينهما شارع مجلس التعاون، وقد تركزت فيها في الآونة الأخيرة المحلات والمؤسسات التجارية، ومصنعا الرمل والثلج، وتوجد فيها أيضا عين العكر التي تزود هذين المصنعين بالماء، كما يوجد فيها ملعب لكرة القدم يخص نادي العكر الرياضي والثقافي، وكانت تسمى أرض الملعب سابقا بـ "المنشر"، إذ كان الصيادون ينشرون عليها الروبيان أيام الموسم.
العكر الغربي
وقد اقتصر في البداية على قسمين؛ النزلة والسبيل، وحاليا ثلاثة أقسام، القسم الشمالي: ويسمى النزلة، بالإضافة إلى القسم الجنوبي: ويسمى السبيل، ويسكن في هذا القسم بعض الأسر التي انتقلت إليه من العكر الشرقي. ويوجد في هذا القسم الكثير من المزارع، والمصانع، كما توجد به مدرسة المعامير الابتدائية للبنين، ومسجد الإمام علي "ع".
أما القسم الثالث فقد نشأ حديثا خلال السنوات الماضية، إذ كانت هذه البقعة سابقا خالية من السكن، وذلك بسبب رفض الجميع السكن فيها، لأن أرضها لينة ورطبة، ويقال إنها كانت بحرا فانقطعت عنها المياه ولم تصل إليها. وتسمى هذه المنطقة أيضا بـ "الخبة" وتقع بمحاذاة قرية النويدرات، ويسكن فيها الكثير من العائلات من سكنة العكر الشرقي، والنويدرات، وسترة.
التعليم
يروي كبار السن في القرية أن التعليم في هذه القرية تمثل بداية في تعليم القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والقصائد الحسينية، وبعد ظهور التعليم في البحرين اقتصر التعليم فيها على البنين فقط، وذلك لرفض الآباء والأجداد تعليم البنات في المدارس تماشيا مع عاداتهم وتقاليدهم في ذلك الزمان. ومع مرور الأيام بدأ بعض الآباء في السماح لبناتهم بالتعليم.
وتوجد بالقرية مدرستان إحداهما للبنين وتسمى "مدرسة المعامير الابتدائية للبنين"، وهي تقع في الجهة الجنوبية المواجهة لقرية المعامير، وتأسست العام 1954م، وكان يدرس فيها أبناء قرى العكر والنويدرات والمعامير، وحاليا اقتصر فيها على تدريس أبناء قريتي العكر والنويدرات، وذلك بسبب فتح مدرسة أخرى في قرية المعامير. وفي السنوات القليلة الماضية تم إنشاء مدرسة للبنات في منطقة العكر الغربي سميت "أم القرى"، وقد تأسست العام 1990 - 1991م.
حلم طال بمشروع المجاري
يقول محمد المغني: "من المفترض أن يتم الشروع في مشروع المجاري في هذا العام، ولكن لا ندري أين رحلت الموازنة؟ فوعدونا بأن المشروع سينفذ في العام المقبل... وفي المقابل نلحظ أن الوزارات المعنية ترقع الشوارع والحفر لكي ننسى على الأقل مشروع المجاري إلى حين يفرج عنه، كما ولا ننسى أن بعض الشوارع في القرية هي عبارة عن شوارع ترابية في انتظار مشروع المجاري قبل أن تسفلت... شوارعنا في القرية ليست بذلك السوء، ولكنها بحاجة إلى ترميم على الأقل".
ويواصل المغني "في مجمع 624 نعاني من ضعف المياه، إذ نضطر إلى وضع مضخات مائية، ويقال إن السبب هو وجود مصانع الخرسانة التي تشفط عنا المياه".
عبدالخالق إبراهيم ينقلنا إلى إشكال آخر يعاني منه أهالي قرية العكر، إذ يشير إلى أن مجمع 623 يعرف في القرية بمجمع الحشرات الطائرة والبعوض. ويقول: "قد يعود ذلك إلى كون الأرض رطبة، إضافة إلى وجود المستنقعات التي تتجمع فيها الحشرات الضارة".
وهناك على أطراف القرية، لا تحتاج إلى البحث لتجد بيوتا أكل عليها الدهر وشرب، بيوت متهالكة لم تعد تصلح لسكنى الدواب، فكيف بها والبشر... ويظل حلم الأهالي بمشروع للمجاري، وبتخليص أهلها من المستنقعات، وحتى ذلك الحين لكل حادث حديث
العدد 1044 - الجمعة 15 يوليو 2005م الموافق 08 جمادى الآخرة 1426هـ