العدد 1043 - الخميس 14 يوليو 2005م الموافق 07 جمادى الآخرة 1426هـ

مهرجانات نسوية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مر بهدوء تام كالفتاة الخجول التي لا ترفع عينها في الطريق. .. ذلك هو المهرجان الزينبي المشترك الثاني الذي نظمته اللجنة التنسيقية النسائية للصناديق الخيرية. مهرجان تم الإعداد له منذ شهور، وبذلت فيه جهود مخلصة كبيرة، من قبل المنتسبات لواحد وعشرين صندوقا خيريا من مختلف مناطق البحرين، واستمر من 25 حتى 27 من الشهر الماضي.

وأنت تتصفح الكتيب الجميل الذي أصدرته اللجنة الإعلامية بالمناسبة، تلمس فيه أناقة الإخراج وجمال الترتيب وحسن اختيار الشعار الذي عقد المهرجان تحته: "العمل الموحد يجمعنا".

المهرجان مر بهدوء كما قلنا، ربما كان هناك تقصير من الإعلام في عدم تغطية مثل هذه الفعاليات الخيرية، ولكن تبقى هناك نقاط ضعف لابد من المصارحة بشأنها، نطرحها من باب المحبة والتشجيع والدعم لمثل هذه المشروعات التي تنم عن طيبة هذا الشعب وتراحمه وتكاتفه.

في البداية ونظرا إلى كون المهرجان خاصا بالنساء، يصعب على الصحافي تغطيته، مع ذلك يبقى من الممكن أن تقوم اللجنة الإعلامية بإصدار بيان صحافي يومي توصله إلى الصحافة لنشره، بحيث يتضمن تقريرا مفصلا أو مختصرا، مع صورة مختارة حتى لو كانت لمجموعة من الأطفال يلعبون. والصحف ترحب بنشر مثل هذه الأخبار الاجتماعية، المهم أن يحسن العاملون إيصال الرسالة، في وقت وفر فيه التقدم العلمي طرق الاتصال عبر الإنترنت واختصرها في ضغطات أزرار معدودة.

مثل هذه المسألة من السهل جدا لمن قام بإصدار هذا الكتيب الأنيق أن يقوم بها، فالصناديق الخيرية تضم الكثير منها كوادر نسائية فاعلة، وعلى مستوى أكاديمي جيد، وبهذه الصورة يمكن أن يوصل المهرجان صوته لجمهور النساء، وبالتالي الفوز بنسبة حضور وتفاعل ونجاح أكبر.

المشروع يأتي في عامه الثاني "بعد نجاح باهر في العمل المشترك للكوادر النسائية... بفضل التعاون والتآزر والعمل الصادق... والنتائج الإيجابية بعد التنظيم والتنويع في البرامج، إلى جانب تبني فكرة التواصل والتنسيق المشترك بين اللجان النسائية في الصناديق الخيرية" كما قالت رئيسة اللجنة التنسيقية نجاح عيسى.

السيد كامل الهاشمي في افتتاح المهرجان الأول قال: "هذا العمل عمل رائد يستحق المشاركة فيه، ما نتمناه أن تستمر مثل هذه الأعمال وتتطور أكثر، وتحوي كل الجهود التي تبذل بشأن التطوير، تطوير النساء خصوصا".

القائمات على المشروع تلمس في كلماتهن حب العطاء، كما تلمس تلك المسحة "الروحانية" التي نفتقدها في الكثير من المشروعات والفعاليات، ربما لارتباط المهرجان باسم "زينب"، هذا النهر الخالد الذي يتدفق عطاء وإشعاعا عبر الزمن. وهو ما أشارت إليه "أم مقداد"، من قسم تعليم النساء بالحوزة العلمية، بقولها: "ذكرها ملأ الخافقين صعودا، قرينة العلم والحكمة، تأوي إليها أفئدة عطشى...". فمن هذا النهر الدافق تستلهم هذه الفئة من النساء المدد للعمل من أجل خير المجتمع.

في افتتاح المهرجان ألقيت عدة كلمات: "اللجنة التنسيقية، كلمة الصناديق، كلمة لشعلة شكيب، وكلمة لأحد علماء الدين". وشمل جوانب ترفيه وألعاب وتسويق وطبق خيري، إضافة إلى أنشودة وعرض لمسرحية "قدر بين السحاب".

المهرجان الذي مر بهدوء كالفتاة الخجول، لم يخل من سلبيات أو نواقص، حري باللجان النسائية تدارسها كل على حدة، وكذلك على مستوى اللجنة التنسيقية لضمان نجاح أكبر في السنوات المقبلة. فمثل هذا الشمعة يجب ألا تنطفئ، وهي لن تنطفئ إن شاء الله مادام هناك نساء وفتيات يعملن في خدمة المجتمع بهذه الروحية الزينبية المعطاء

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1043 - الخميس 14 يوليو 2005م الموافق 07 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً