أجمع كثيرون على أن أداء وزيرة الشئون الاجتماعية فاطمة البلوشي كان محبطا وصادما وغير مقنع منذ تسلمها الوزارة التي تفاءلنا بأنها ستتعامل بواقعية وكياسة افتقدتها أيام كانت ضمن اختصاصات وزير العمل مجيد العلوي، الذي لم ينجز هو الآخر سوى طلات استعرض من خلالها أدبيات السلطة، وتبرأ من أدبيات المعارضة الرزينة والواعية! بتنا أكثر إيمانا بعدم جدوى أي تغيير وزاري شكلي يسعى إلى التلويح بواجهات وشعارات أكثر من توجهه نحو تغيير حقيقي يسهم في انتشال البلاد من حال التوتر والمصادرات الجديدة، إلى حال من المواءمة ومحاولة التوافق على عدد من الأجندات .

لا تلام الوزيرة البلوشي في القرارات التي تتخذها وأحدثها القرار المتعجل وغير الحكيم القاضي بالإغلاق المؤقت لجمعية العمل الإسلامي، لأنها في نهاية الأمر لا تحل ولا تربط.

من جهة أخرى، نأمل من جهاز الأمن الوطني أن يتعامل بشيء من التقدير، وأن يتناسى ولو لبعض الوقت - كي يعتاد - أنه لم يعد بسلطاته المطلقة السابقة، يوم استباح الأعراض والكرامات والفظاعات بحق بيوتات بحرينية لا حصر لها، ومازالت طباشير عناصره واضحة على بعض جدران بعض البيوتات. أقول: لم يعد بسلطاته المطلقة السابقة كي يخاطب بعض نواب الشعب وتحديدا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، وأحد النواب الوطنيين بصيغة "المدعو" في استخدام لا يخلو من الاستفزاز، فما الذي ستكون عليه ردة فعل الجهاز فيما لو أشار إليه أحد الأعضاء في إحدى مداخلاته بـ "المدعو" جهاز الأمن الوطني أو أحد منتسبيه؟