تحدث مرزوق مع صاحبه عن خبر سمعه بأن البعض احتجّ على قانون الجمعيات الذي مرره مجلس النواب الأسبوع الماضي لأسباب مختلفة...

مرزوق: ما رأيك في الاحتجاج على قانون الجمعيات؟

صديق مرزوق: نعم، أعتقد أن الجمعيات السياسية محقة في احتجاجها...

مرزوق: لم أقصد هذا النوع من الاحتجاج...

صديق مرزوق: إذاً، أي نوع من الاحتجاج تقصد؟

مرزوق: سمعت أن مجموعة من الأشخاص احتجت على أن القانون ليس مثل قانون أمن الدولة، وانهم يحتجون على عدم الاستماع لصراخهم بضرورة إعادة الماضي البائد...

صديق مرزوق: أكيد تقصد جمعية...

مرزوق: نعم... فشتائمهم للناس أيام أمن الدولة محفورة في ذاكرة البحرينيين، وشتائمهم المستمرة حتى يومنا هذا انما هي صراخ العبيد الذين يتألمون لزوال عهدهم عندما كانوا ينتفخون مما يرمى عليهم من بقايا الموائد مقابل امتهانهم شتم الناس.

صديق مرزوق: ولكن ماذا يريدون؟ ولماذا يستمرون في شتم أهل البحرين؟

مرزوق: المشكلة أن الذي تعوّد على العبودية وانتفخ بطنه ببقايا الموائد يصعب عليه أن يرى الناس في هناء وكرامة من دون الحاجة إلى إذلال النفس كما هو حاله في الذل المؤبد... ولذلك، فإن الألم الذي يمرون به إنما بسبب شعورهم بأن الزمان يتحول وان ممارسة الفساد سينتهي أجلها وانهم إلى بئس المصير في الدنيا قبل الآخرة...

صديق مرزوق: ولكن هل من مجيب لهم؟

مرزوق: أمثالهم أعمى الله قلوبهم، والناس تتطمش عليهم كلما عرفوا بحالهم التي تزداد من سيئ إلى أسوأ... ولذلك، فإنهم يجيبون على أنفسهم بأنفسهم من دون أن يستجيب لهم البشر العاديون.

صديق مرزوق: إذاً، ماذا سيفعلون بحالهم؟

مرزوق: ربما يمدون بسبب (يعني حبلا) إلى السماء، ويتدلون برقابهم منتحرين بعد أن يدب اليأس والغيظ إلى قلوبهم، وربما قبل ذلك «يقلمنون» بعضهم بعضاً..