بعد مقتل القائم بالاعمال المصري وتعرض الدبلوماسي البحريني لمحاولة اختطاف فاشلة في بغداد اعلنت الحكومة العراقية انها مستعدة لحماية السفارات والدبلوماسيين العرب والاجانب المعتمدين لديها او ضمهم الى المنطقة الخضراء.

لكنها تبقى على رغم هذه التصريحات غير قادرة على ضمان سلامة الدبلوماسيين مثلما هي غير قادرة الان على ضمان حماية المسئولين من الاغتيال او منع الهجمات على المنطقة الخضراء التي تعد قلعة محصنة وسط بغداد تحدها شوارع مغلقة وساحل نهر مفخخ بالغام مائية.

الا ان هذا الخطر لايبرر ترك العمل الدبلوماسي في الساحة العراقية التي يراها محللون انها ستلعب دورا مهما في مستقبل الواقع السياسي والاقتصادي في المنطقة لاعتبارات عديدة.

هي اذا معادلة صعبة بين ان تترك الدول دبلوماسييها فريسة للعمليات الارهابية او ان تغادر بلدا مهما مثل العراق لتعود اليه بعد سنين لترى ان الموازين قد تغيرت والوجوه قد تبدلت والامكنة قد شغرت .

ان واقع الحال يحتم على دولة مثل البحرين ان تفكر عشرات المرات قبل ان تترك الساحة العراقية بدون تحرك دبلوماسي فاعل قادر على تطوير مابنته وتجني ثماره على الصعيدين السياسي والاقتصادي في بلد يرى في البحرين دولة وشعبا اقرب اليه من بعض دول الجوار.

يقول البعض ان العمل الدبلوماسي في بغداد اصبح الان صعبا. قد يكون هذا القول صحيحا الا ان افتتاح قنصلية بحرينية في البصرة سيعد أهون الشرين، فهذه المحافظة الخليجية قد تعتبر الان هي الافضل لدولة مثل البحرين يكون دبلوماسيوها فيها قادرون على مواصلة بناء علاقاتهم في محافظة يراها معظم العراقيين ان المستقبل قادم من خلالها