العدد 1041 - الثلثاء 12 يوليو 2005م الموافق 05 جمادى الآخرة 1426هـ

من وحي المجاديف المكسرة

حسين خلف comments [at] alwasatnews.com

ربما كان من المهم إجراء قراءة لما بين سطور اللقاء الذي أجرته "الوسط" مع رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، إذ كانت هناك تلقيات مختلفة له كان معظمها إيجابيا، وبعضها سلبيا لأسباب مختلفة.

سلمان قال إن الحكومة كسرت مجاديف كل الناس الإيجابيين، الذي حاولوا التفاعل إيجابيا مع التجربة البرلمانية، أو الذين حاولوا الدخول على الخط لحلحلة بعض الملفات العالقة، وأشار إلى أنه حتى عادل المعاودة، وعبدالهادي مرهون تم تكسير مجاديفهما.

نستطيع أن نشم من كلام رئيس الوفاق، رائحة الإحباط - وليس الاستسلام - من وجود مرونة لدى الدولة تفضي إلى حوار بشأن المسألة الدستورية، والدوائر الانتخابية، وملفات العاطلين والشهداء وضحايا التعذيب وغيرها، فهذه هي المشكلات التي سببت جمودا في الوضع السياسي، وأضرت بمهمة بناء الثقة بين الناس والحكم، وهي الثغرة التي حاول المعارضون ترميمها منذ أن حثوا الناس على التصويت على ميثاق العمل الوطني، رغبة منهم في بدء صفحة جديدة، بيد أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، إذ انفصلت الجهود الرسمية والمعارضة عن بعضها بعضا منذ 14 فبراير/ شباط .2002

ولأكثر من عامين لم تقم المعارضة بأية فعالية جماهيرية، عدا ندوة التجنيس الشهيرة، وبعد المؤتمر الدستوري الأول تحركت المياه، إذ تم إجراء حوار بين السلطة ممثلة في وزير العمل والتحالف الرباعي، وقطعت الحكومة الحوار بدعوى لقاء التحالف بالسفير البريطاني، وقبل المؤتمر الدستوري الثاني رفض الحكم تسلم عريضة تطالب بإجراء تعديلات دستورية، وقعها 75 ألف مواطن، لتتحرك المعارضة عبر ثلاث فعاليات جماهيرية كبرى هي مسيرتا سترة ومدينة حمد، واعتصام السنابس، ولم تستطع الدولة إيقاع عقاب بالوفاق، لكنها فعلت ذلك بجمعية العمل الإسلامي.

مراقبون يرون أن نتيجة العناد وتكسير المجاديف سيئة، وستفضي إلى التحسر على وجود شخص كرئيس جمعية الوفاق، أو رئيس جمعية العمل الوطني إبراهيم شريف، لأن هذين وأمثالهما لن يستطيعوا تطبيق رؤاهم المعتدلة في ضوء التشدد الرسمي الحالي، الذي وصل إلى حد الادعاء بأنه ليست هناك مرجعيات مشتركة للحوار مع المعارضة، وهو الأمر السافر والموغل في التشدد

العدد 1041 - الثلثاء 12 يوليو 2005م الموافق 05 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً