التسول، ظاهرة نستطيع أن نقول إنها موجودة في كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية، فالفوارق المجتمعية التي تتولد نتيجتها الطبقات المسحوقة تحتم رؤية بعض الأشخاص يستجدون الناس لسد رمق جوعهم.
ولكن المراقب للوضع البحريني، وخصوصا في الآونة الأخيرة التي شهدت توسع دائرة التسول ودخولها في منحى خطير، لا بد أن يطرح التساؤل الآتي: هل وصل المجتمع البحريني إلى حال من الفقر يستدعي امتهان الشباب والنساء والأطفال الاستجداء؟
صحيح أن لدينا طبقات مسحوقة، صحيح أن بعض الناس قد لا يجدون قوت يومهم، وصحيح وصحيح... لكن هل يعني ذلك أن نرى شابا في العشرين من عمره يقف عند الإشارة الضوئية، وما إن يتوقف المارة حتى يمر عليهم فاتحا يده لمن يشفق عليه.
والأدهى من ذلك هو منظر النساء "صغيرات في السن أحيانا" عند الطرقات وتطوافهن على البيوت ليجمعن ما يمكن جمعه، أو رؤية الأطفال الذين يلحقون بمن يدخل الصراف الآلي ويسحبون ملابسه عله يخرج شيئا من جيبه.
إنها ظاهرة خطيرة من جميع النواحي، خطيرة إذا كان مجتمعنا بهذا الحال من الفقر، لأن الفقر يجر وراءه الجرائم وانحلال المجتمع. وهي ظاهرة خطيرة إذا اعتبرناها مهنة مستحدثة لبعض الشباب الذين وجدوا فيها دخلا باعوا به عزة النفس التي لا تشرى بأي ثمن من الأثمان... ونبقى نراقب الوضع بعين ملؤها قذى
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1041 - الثلثاء 12 يوليو 2005م الموافق 05 جمادى الآخرة 1426هـ