من هو الشخص الذي اتصل بمعرض السيارات الأوروبية ليبلغهم بوجود قنبلة موقوتة عندهم؟ ولماذا اتصل أصلا؟ ومن هو الشخص الذي تلقى الاتصال؟ وما العمل المطلوب بعد تلقي الاتصال؟. .. هذه أسئلة قليلة من ضمن أسئلة كثيرة دارت في ذهني وأنا أقرأ الخبر المنشور في الصحف البحرينية صباح أمس الأول وأرى بعضا من الصور المرافقة للخبر والتي تبين عددا كبيرا من الرجال والسيارات التابعين لوزارة الداخلية بمختلف أقسامها وهم اما واقفون على جانب الشارع وبالقرب من المعرض واما مشغولون بالتفتيش عن القنابل المزعومة في الداخل والخارج. عادة ما تكون الطريقة الصحيحة للإجابة عن الأسئلة التي تشكل معضلات أمنية أو وقتية هي الإجابة عن السؤال الأخير قبل الذي قبله... يعني إذا عرفنا من هو الشخص الذي تلقى الاتصال فسنعرف لماذا اتصل الشخص الذي وضع القنبلة... وإذا عرفنا الجواب فسنعرف الشخص الذي وضع القنبلة "إذا وجدت"... ولماذا وضعها... لو كنت أنا الشخص المسئول عن المعرض وجاءني أحد الموظفين وأبلغني بأنه قد تلقى اتصالا من مجهول يفيد بوجود قنبلة موقوتة في المعرض أو في محيطه الخارجي فإنه من البديهي أن أفكر جيدا قبل الاتصال بالأجهزة الأمنية هل صحيح توجد في حدود مسئولياتي قنبلة؟ كيف وضعت وأين؟... إذا كان موقف السيارات خارج المعرض مسيطرا عليه بواسطة موظفي أمن وهم لم يشاهدوا أحدا يأتي بسيارة مسرعة أو بطيئة ويضع قنبلة في الموقف ويهرب... ولم ير أحد منهم أي جسم غريب في الموقف... وطبعا المفروض منهم ألا يسمحوا لأحد بأن يترك سيارته في الموقف ويغادر في سيارة أخرى... إذا القنبلة غير موجودة في الخارج مادام عندي موظفو أمن جيدون و"مفتحين" أعينهم... داخل المعرض؟ أصلا ممنوع دخول الزبائن وهم يحملون في يدهم أكياسا كبيرة أو كارتونية وإذا حصل فالمعرض به الكثير من الموظفين والزبائن ومن المستحيل أن يترك شخص ما أية قنبلة من دون أن يراه أحد... والمكاتب الإدارية بها أمان أكثر من المعرض... الكراج الرئيسي للسيارات؟ من الأمور البديهية أن الكراج مسيطر عليه والسيارات الموجودة فيه اما سياراتنا أو سيارات زبائن ولا يمكن أن يحضر زبون سيارة مسروقة للتصليح عندنا لأننا سنعرفها... كما لا يمكن أن يحضر شخص سيارته وبها قنبلة لأنه سيتورط بتهمة القتل المتعمد... إذا ليست في الكراج... هذه أسئلة سهلة من الواجب أن أطرحها على نفسي قبل أن اتصل بالجهات الأمنية لو كنت أنا المسئول عن المعرض... طيب... من الذي اتصل ولماذا؟ بحسب قراءتي للموضوع فإن المتصل هو شخص بالتأكيد يريد معرفة الإجراءات الأمنية والحرفية التي ستتخذها الأجهزة المعنية في وزارة الداخلية عند وجود الشكوك في وجود قنبلة ما في أي مكان ومن ثم يكون على دراية بماذا سيعمل ويخطط... أنا وعند مشاهدتي للصور المنشورة في الصحف لرجال الداخلية وهم "يجرجرون" الكلاب البوليسية المدربة على شم المواد المتفجرة ويتجولون بين السيارات داخل وخارج المعرض قلت في نفسي لو كان فيه "قنبلة صحيح كان راحوا ملح أهم وكلابهم"،. ولما شفت تجمع سيارات الداخلية وأفرادهم على طرف الشارع قلت "الحمد لله" الله ستر ان ما فيه قنبلة صغيرة وإلا كانت الخسائر البشرية بالأمس الأول أكثر من خسائر تفجيرات لندن... في المملكة المتحدة "بريطانيا" يوجد أحسن خبراء قنابل الإرهاب الذين تمرسوا على العمل الميداني في مواجهة قنابل الجيش الجمهوري السري المحظور ومع ذلك هم لم يتعنتروا على التفجيرات الأخيرة التي ضربت مواصلات لندن فهم أولا طلبوا المساعدة من فرق اسبانية مدربة لفك غموض الإرهابيين، وثانيا لم يتجرأوا حتى الآن على الذهاب إلى أحد قطارات الأنفاق الموجود تحت الأرض والذي انفجرت به قنبلة إرهابية... مع أنه توجد بالقطار الكثير من الجثث ولكن حياة الشرطة عندهم أهم مادامت لا توجد إصابات تستوجب الإخلاء... أما التجمع في منطقة قريبة والركض وراء الكلاب التي تشم المتفجرات وهي تنبح فهذا قمة الانتحار
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1040 - الإثنين 11 يوليو 2005م الموافق 04 جمادى الآخرة 1426هـ