تلقى مجلس مسلمي بريطانيا الذي يمثل 1,6 مليون مسلم في المملكة المتحدة نحو 30 ألف رسالة غاضبة عن طريق البريد الالكتروني خلال 24 ساعة عقب هجمات لندن الأخيرة ما عطل أجهزة الكمبيوتر الخاصة به. وتعرضت ثلاثة مساجد ومركز إسلامي للتخريب في أوكلند بنيوزلندا.

فعلا أحدثت هذه الهجمات الوحشية تدميرا للعمل الإسلامي والمؤسسات الإسلامية ونشرت حالا من التوجس في وسط الجالية المسلمة في عموم أوروبا خشية رد فعل المجتمعات الغربية التي تعيش بينها. وفي الوقت الذي يسعى فيه العالم العربي والإسلامي إلى تقريب الشقة بين الأديان كما حصل في المؤتمر الذي عقد في قطر أخيرا، يستغل أعداء الأمة هذه الاعتداءات في إثارة الغضب ضدها وتحميلها المسئولية عما جرى في لندن.

إن العقل الخرب الذي فكر وخطط لهذه العمليات البعيدة عن أي تقليد أو مبدأ إسلامي نجح مرة ثانية في توسيع دائرة العداء للإسلام من ناحية، ومن ناحية أخرى سيتضرر الاقتصاد العالمي "واقتصادنا جزء منه" إلى حد ما في الأشهر المقبلة مع ابتعاد المتسوقين والسائحين عن المنتجعات السياحية وخصوصا السواح العرب الذين سيحجمون عن قضاء إجازاتهم الصيفية في الأماكن التي اعتادوا على الذهاب إليها في كل عام. وبالتأكيد سيكون لهذه السلبيات الاقتصادية تأثير على أنشطة تجارية لبنانية وعراقية ومصرية وغيرها في العواصم الأوروبية.

لكن هناك حقيقة يجب أن يتذكرها الجميع هي أن "القاعدة" الذي تبنى التفجيرات هو تنظيم من صنع القوى الكبرى "الولايات المتحدة وبريطانيا" لذلك يجب على واشنطن ولندن وحليفاتهما السعي الحثيث نحو الحلول العادلة والنزيهة لقضايا الشعوب الخاضعة للاحتلال في فلسطين والعراق. فهذه القوى قادرة على تجفيف منابع الإرهاب وإعادة الاستقرار للعالم إذا أخلصت النوايا. ومن هذا المنطلق من المهم أن يسود صوت العقل والحكمة والتهدئة المعروف في السياسة الأوروبية على صوت الانتقام من كل ما هو عربي وإسلامي فيما يسمى بالحرب على الإرهاب "أوروبيا بقيادة بريطانيا هذه المرة". فكل العرب والمسلمين دولا وشعوبا أدانوا الهجمات فور وقوعها في لندن لأنهم أبرياء من مثل هذه الأعمال وتكبدوا كثيرا ويلاتها