لا أدري من وراء ملاحقة جماهير الأهلي على شيلة «يا لايم يا لايم»، أهو اتحاد السلة أم المؤسسة العامة للشباب والرياضة؟! بغض النظر عن ذلك فإن القضية لا تحل بهذا الأسلوب في نهاية المطاف، ليس من المنطقي أن يتعامل مع هذه المسألة بهذه الصورة القاسية. أيعقل أن (شيلة) عمرها أكثر من 15 عاما في المدرجات الأهلاوية يراد لها أن تكبت خلال 5 أيام!
الأمور لا تحل بـ (العنترية) بل بالتفاهم والجلوس الى طاولة الحوار، لا أحد في النادي الأهلي من المسئولين يستطيع تقديم ضمانات خلال 5 أيام لاتحاد السلة بعدم ذكر هذه (الشيلة) في المدرجات الأهلاوية، لذلك فإنه من القسوة أن يغرم النادي بـ 4000 دينار أو حتى دينار واحد بل ويحرم من المشاركات الخارجية! أيا كان المصدر فهو مطالب بالحكمة في التعامل، وفرض مبدأ القوة لن ينتج شيئا، والدلائل في الشارع البحريني تؤكد ذلك، لذلك فإن المؤسف أن من اتخذ هذا القرار افتقد إلى الحكمة في التعامل والحنكة، في وقت كان من المفترض أن تعالج المسألة بهدوء وعقلانية للوصول إلى حل مرض.
في لحظة تأمل كنت أفكر في حيثيات هذه المسألة، تساءلت تساؤلا مهما، لماذا يتعرض البعض لهذا الجانب في هذا الوقت بالذات؟! قلت ان قيادة الرياضة الحالية في البحرين عمرها أكثر من 9 أعوام، لما جاءت للقيادة كانت هذه (الشيلة) تنشد في المدرجات الأهلاوية ولم يتعرض لها، أليس كذلك... وصلت إلى قناعة بأن أحدا ما وراء لفت الانتباه إلى هذا الجانب في هذا الوقت بالذات.
المهم في هذا الوقت أن يكون لرئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد دور مهم في تهدئة الأجواء المشحونة، وخصوصا بعد أن طالت العقوبات جماهير نادي الشباب لأنه الرجل الأول المسئول عن الرياضة، الاحتقان في الرياضة ليس في صالح أحد بالمرة، الأمور يجب أن تعالج بواقعية بعيدا عن التعصب، الشارع البحريني لا يحتمل مزيدا من المشاحنات، الشارع البحريني شارع واع ومثقف ويتقبل لفت الانتباه وهذا لا يخفى على أحد. أعتقد أن هذه المسألة وحلها بالطريقة المثلى تحد أمام المؤسسة وأتمنى أن تنجح في احتوائها.
شدني الخلاف الحاصل بين إدارتي نادي الاتحاد ونادي أم الحصم، هذا الخلاف في الواقع هو الأول منذ تطبيق نظام الإعارة لمدة محددة الذي أقرته الجمعية العمومية العام الماضي. هذا الخلاف يوضح ثغرة مهمة في هذه اللائحة بهذا الشأن، إذ من المفترض أن تضع اعتبارا للعقد المبرم بين الناديين، وألا تكتفي بمعيار الفترة فقط إذا ما أراد الاتحاد إنجاح هذا التعديل الجديد والضروري في لائحة الاتحاد العامة، وإلا فإن المشروع قد يتوقف عمليا وقد لا يأتي بالنتائج الإيجابية المطلوبة.
لا أعرف حيثيات العقد جيدا ولم أطلع عليه، ولكن إذا كان أم الحصم قد وافق على جميع الشروط التي منها عدم إشراكه في المواجهات الرسمية والودية التي ستجمع الفريقين خلال فترة التعاقد المحددة لموسمين فكان الأجدر بأم الحصم الالتزام بذلك أدبيا على الأقل، أعرف تماما أن اتحاد اليد والمؤسسة العامة للشباب والرياضة لن تخدم نادي الاتحاد في احتجاجه ولا أدري موقف القضاء كيف سيكون، ولكن الحفاظ على العلاقات الوطيدة بين الأندية أمر مهم ويجب ألا تهتز هذه العلاقات على مشاركة لاعب من عدمها. أتمنى في النهاية أن يحل الخلاف وديا بين الناديين بتدخل العقلاء، ولا ضير في تدخل اتحاد اليد بشكل مباشر في القضية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2415 - الخميس 16 أبريل 2009م الموافق 20 ربيع الثاني 1430هـ