في مقدمته لكتاب "اليابان والخليج - استراتيجية العلاقات والمشروع النهضوي" للباحثة البحرينية نصرة عبدالله البستكي يكتب العميد السابق لكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي وأستاذ دراسات الحضارة الاسلامية والفكر المعاصر محمد جابر الأنصاري "تأتي تجربة اليابان، تاريخيا، في مقدمة وفي طليعة المشروعات الشرقية النهضوية الكبرى. وهذا الكتاب البحثي الجديد، يتناول هذه التجربة في لحظة تاريخية من أهم مفاصلها، وهي لحظة تحول اليابان، من جديد الى قوة عظمى؛ وربما قريبا، إلى عضو دائم في مجلس الأمن عبر وجودها نصف السلمي ونصف العسكري في العراق، وذلك ما يطرح علاقة اليابان بمنطقة الخليج في اطارها الاستراتيجي الموسع كمدخل لعلاقتها مع المجموعة العربية عموما، فضلا عن اهتمام اليابان المتصاعد بشئون العالم الاسلامي، ما جاوزها منه وما تقاطع مع مصالحها الحيوية، ضمن هذه الظاهرة العالمية المتنادية - سلبا وايجابا - لاعادة اكتشاف الاسلام".
تقول الباحثة البستكي إنه من نافلة القول أن اليابان تمثل نموذجا متميزا تطمح كثير من دول العالم الثالث الى الاقتداء به، ومع الأهمية الكبرى لهذا النموذج فإن الدراسات في عالمنا العربي ظلت محدودة لحد الندرة بشأنه. كما توضح بشأن هذه الدراسة أنها مرت بمرحلتين: الأولى في تسعينات القرن الماضي باعتباره كبحث باللغة الانجليزية عن العلاقات اليابانية - الخليجية "1945-1992" ثم عكفت في المرحلة الثانية على دراسة امتدادات هذه العلاقات حتى العام .2003
وهناك أكثر من عامل كما تشير الباحثة دفعها الى الاهتمام بدراسة العلاقات العربية اليابانية، والسياسة الخارجية اليابانية ازاء العالم العربي عموما، والخليج خصوصا ولعل في مقدمة تلك العوامل الأهمية التي تحتلها اليابان، ففي عالم اليوم لم تعد اليابان مجرد قوة كبرى، فكل المقاييس الاحصائية والتكنولوجية والاقتصادية تؤكد أنها أصبحت تقترب حثيثا من مكانة القوى العظمى. كما أن الموقع الياباني الاستراتيجي في الساحة العالمية قد تزايدت أهميته بشكل ملحوظ، وخصوصا مع انتهاء الحرب الباردة. أيضا فإن الحاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسة من عدة اعتبارات ليس أقلها أن تشريح تجربة التحديث اليابانية بايجابياتها وسلبياتها يمكن أن يكون منارة يهتدي بها أولئك الباحثون عن مشروع نهضوي عربي متكامل.
الكتاب الحاصل على الجائزة الثالثة في مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية ضمن نتائج الدورة الثالثة لجائزة الكتاب المتميز
