العدد 1040 - الإثنين 11 يوليو 2005م الموافق 04 جمادى الآخرة 1426هـ

الذاكرة السورية تستعيد مقدسي

يستعيد السوريون ذكرى المفكر الراحل انطون مقدسي، الذي زود حياتنا العربية عقودا طويلة بالدروس والتجارب، وكان مثالا لشخصية المثقف الوفي لثقافته ووطنه وروح مواطنيه التي يضبط إيقاع حياته على أوتارها، إذ يعمل السوريون على فيلم وثائقي بعنوان "الأستاذ" يؤرخ حياة الراحل مقدسي، ويرصد أهم المراحل والمنعطفات الفكرية والحياتية، في حياته، ويتناول فكره الإنساني بأبعاده المختلفة والمتنوعة. الفيلم من تأليف الكاتبة الروائية سمر يزبك، وإخراج عادل مرعي، وإنتاج التلفزيون السوري. ولم يتوقف السوريون عند ذلك الفيلم بل تعدوه لإصدار كتاب يؤرخ أيضا لحياة شيخ المثقفين السوريين، ولكن من ناحية أخرى، وهي من خلال مشاركات أصدقائه وتلامذته في كتابة فصول الكتاب عبر ثلاثة محاور. أولها محور حول رحيل الأستاذ، والثاني نصوص جرى اختيارها من كتاباته في السنوات الأخيرة، في محاولة لتقديم بعض من فكره ورؤيته لجوانب متعددة في الحياة والفكر والسياسة.

أما في المحور الثالث، فقد جرى جمع مقالات وشهادات عن الأستاذ في فكره وحياته كتبها أصدقاء وتلاميذ الأستاذ، تضمنت حيثيات وتفاصيل في التجربة الغنية والفريدة التي عاشها، والتي لا تشبه تجربة مثقف آخر من المثقفين العرب. ويذكر أن انطون مقدسي حصد الكثير من الجوائز العالمية، منها جائزة الأمير كلاوس، اذ يعتبر من أشمل وأعمق المفكرين العرب في مقاربته لفكر الحداثة، بالإضافة إلى أن الأستاذ انطون مقدسي هو من كتب دستور "الاتحاد الاشتراكي" وكان مع أكرم الحوراني من مؤسسيه، وكتب أيضا وثيقة اندماج "البعث العربي" مع "الاتحاد الاشتراكي" ليصبح فيما بعد حزب البعث العربي الاشتراكي، ولكنه، وبعد تسلم "البعث" السلطة في سورية في العام 1963 ابتعد عن السياسة، وتفرغ للثقافة. وفي العام 1965 عمل مديرا لدائرة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة السورية حتى العام ،2000 إلا أنه أقيل بقرار تعسفي صادر عن وزيرة الثقافة السورية مها قنوت آنذاك. ومنذ ذلك الحين، حتى وفاته في مطلع العام ،2005 ظل ملازما منزله، متفرغا للكتابة في ظروف صحية بالغة الصعوبة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً