العدد 1040 - الإثنين 11 يوليو 2005م الموافق 04 جمادى الآخرة 1426هـ

جائزة الكتاب والعروض المسرحية... دورات متتابعة وتساؤلات متكررة

الحاجة إلى نسخ أخرى مخصصة للشباب

في تاريخ الأربعاء 6 يوليو/ تموز الجاري قام وزير الاعلام وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار بتوزيع جوائز مسابقة الكتاب المتميز في دورته الثالثة وجوائز مسابقة التأليف المسرحي والتميز في الإبداع في العروض المسرحية في دورته الخامسة. ووصول الجائزتين الى الدورة الثالثة والدورة الخامسة يكشف عن تميز في المنتج الثقافي في البحرين، كما يكشف عن اهتمام بالتجارب الابداعية تبديه مؤسسات الدولة - وان بصورة نسبية.

لكن حضور الأسماء الثقافية والابداعية الكبيرة وتكررها في هذه المسابقات يطرح اشكالا يتجدد مع كل دورة وهذا الاشكال متعلق بمدى قدرة هذه المسابقات على طرح أسماء ابداعية جديدة. اذ انه من الملاحظ أن الأسماء التي حصلت على جوائز الكتاب المتميز هي أسماء ذات تجارب مخضرمة بينما جوائز التميز في الابداع في العروض المسرحية استحوذ عليها الشباب.

ونحن على هامش توزيع تلك الجوائز كانت لنا وقفتنا مع مجموعة من المبدعين البحرينيين اذ استطلعنا آراءهم حيال هذه التظاهرة الثقافية...

مسابقات خاصة بالشباب

ان رئيس أسرة الأدباء والكتاب البحرينية الشاعر ابراهيم بوهندي رأى أن المسابقات تشكل امتيازا واهتماما حقيقيا بالمبدعين في المملكة ولكن ما تفتقر اليه بحسب ما وصف هو خلوها من مسابقة خصوصا بالشباب. وأضاف: "لا شك أنها تظاهرة ثقافية مهمة ولاشك أن من حصل على الجوائز مبدعون يستحقونها فضلا عن أنهم من أسرة الأدباء والكتاب ولكن كان يمكن الكشف عن المشاركين في المسابقات أو حتى ذكر عدد المشاركين حتى نستطيع التمييز، لكن لم يتسن لنا التعرف عليها. ان كل ما نعرفه هو أن قاسم حداد وفريد رمضان مثلا كانا جديرين بالجوائز التي حصلا عليها. الملاحظة الثانية أنه روعي في المسابقة ارضاء الجميع من خلال تخصيص ثلاث جوائز للحقل الواحد. الأمر الآخر شديد الأهمية أن المسابقات وعلى امتداد دوراتها خلت من مسابقة خاصة بالشباب، كأن تخصص لهم جوائز لها تأثيرها الحسن عليهم في تشجيعهم. ذلك أن الشباب يعلمون صعوبة المنافسة بينهم وبين المبدعين المخضرمين لذلك يتوقعون الفشل، فهم يحكمون على أنفسهم منذ البداية بأنهم لن ينجحوا، فمن المهم توفير هذا المناخ للتجارب الشبابية المتقاربة وليس زجهم في مسابقات مع الكبار. ان الشباب يمتلكون مهارات وابداعات كبيرة وذلك ما حققه الشباب في مسابقات العروض المسرحية اذ حصلوا على جوائز متقدمة وذلك نتيجة حضورهم المهم في المسرح القائم عليهم".

دور لأسرة الأدباء والكتاب

ولا يختلف الأمر هنا عند الشاعر كريم رضي الذي اتفق مع الرأي السابق وان كان قد أشار الى أسرة الأدباء الكتاب والى المساهمة الفكرية الكبيرة التي أحرزها كتاب نادر كاظم "تمثيلات الآخر... صورة السود في المتخيل العربي الوسيط" وأضاف: "بمعنى من المعاني وجدت أن غالبية الفائزين في مسابقة الكتاب المتميز هم من أعضاء أسرة الأدباء والكتاب. الأمر الذي يدل على حيوية هذا الكيان وعلى أهميته كونه بوتقة تحتضن المبدعين. الأمر الآخر أني لست متخصصا لأدلي برأيي بالنسبة الى بقية الفنون أو الحقول الأخرى فلست متخصصا في فنون المسرح أو السرد. ولكن أستطيع أن أبدي رأيي فيما يختص بالشعر. فأنا أرى أن من حصل على جوائزها كان جديرا بها فقامة مثل قاسم حداد وشاعرة مثل حمدة خميس ليلى السيد يستحقون الجائزة اذ جاءت في مكانها الصحيح. لكني أشير هنا في حقل الدراسات الانسانية الى المشاركة السخية من قبل الناقد نادر كاظم وفوزه عن كتاب المتميز "تمثيلات الآخر... صورة السود في المتخيل العربي الوسيط" بالجائزة الأولى. اذ أعتقد أن الجائزة جاءت نتيجة طبيعية لتميز الكتاب فهو من أهم الكتب التي صدرت على مستوى الكتابة في الوطن االعربي فضلا عن البحرين والخليج العربي. فالكتاب يتكلم عن شيء مهمل مسكوت عنه في الثقافة العربية".

غياب روح المنافسة

الرأيان السابقان تعلقا بمسابقة الكتاب المتميز، فماذا عن مسابقة التأليف المسرحي والتميز في الابداع في العروض المسرحية. أوضح المسرحي البحريني ياسر سيف وجهة نظره بقوله: "أحسب أني أعلم أن هناك جوائز حجبت كالإضاءة والملابس وجائزة أفضل ممثلة. وأتصور أن سبب ذلك راجع الى أن العروض لم تكن بالمستوى المطلوب اللهم الا عرضا أو عرضين. فأنا مع فكرة أنه كانت هناك جوائز كان يجب أن تحجب اذ لم تكن تستحق المنافسة. ان سبب ذلك - مرة أخرى - يعود الى غياب روح المنافسة بين العروض المتنافسة وذلك عائد الى أن الوضع المسرحي بشكل عام وضع متأزم، وأتصور أن المسارح شاركت من أجل أن تقول انها موجودة فقط، وليس بروح التنافس فالمسارح بشكل عام محبطة. ان العروض المشاركة ندر أن تجد فيها عرضا متكاملا والسبب افتقارها الى الامكانات اذ لم يتم الانفاق عليها بشكل مناسب. اللهم الا مسرح أوال الذي جاءت عروضه الشبابية أفضل من غيرها ولكن الانتاج عموما كان بسيطا. فأنت كلما أنفقت على الكوادر والممثلين ووفرت الإضاءة والصوت المناسبين كلما كان العرض أفضل. فنحن لم نجد في العروض دليلا على الانفاق السخي على الملابس مثلا".

الحاجة الى مخرج متميز

بينما أشار المسرحي عبدالله يوسف الى أهمية المشاركات الشبابية فيما يتعلق بالمسرح مؤكدا أهمية توافر المخرج المخضرم الكبير القادر على استثمار الطاقات الشبابية وأضاف: "أنا مع حجب جائزة أفضل عرض وأفضل ممثلة. وأتصور أن حصول مهدي سلمان على جائزة أفضل ممثل دور أول كان اختيارا موفقا. اذ ان له أسلوب تمثيلة المعاصر وليس التقليدي وقد حدثت جماعة من المهتمين ليلة العرض بأنه يمتلك شيئا مختلفا.

اننا بحاجة الى مخرج يعي ذلك ويكون قادرا على استثمار طاقات الشباب أن يكون منميا لطاقاتهم بشكل عفوي وليس بشكل متصنع أما بخصوص احتجاب جائزة أفضل ممثلة فأعتقد أنه كان قرارا صائبا فلا توجد ممثلة بوجهة نظري تستحق ذلك. كذلك كان خالد الرويعي يستحق جائزة السينوغرافيا فهو قد حقق مفهومها التعبيري وليس معناها كديكور. اذ وظفها فساهمت في اغناء الحدث المسرحي وجعلها تنتمي الى البعد التشكيلي وليس البعد الواقعي. ونحن حتما بحاجة الى دم جديد يحققه الشباب، لكن هؤلاء الشباب حتى يتم الاستفادة منهم يلزمهم أن يكونوا بمعية الخبرة المسرحية لأن الاشكال يكمن في وجود الطاقات وغياب الخبرة. فكما أن المدرب الرياضي الجيد قادر اظهار طاقات ومهارات اللاعبين كذلك المخرج الجيد قادر على اظهار ملكات وطاقات الشباب المسرحي. فالمخرج المسرحي ذو الذهن المفتوح على جميع الاحتمالات يستطيع أن يحقق عروضا متميزة الى جانب ممثلين جيدين"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً