ظهور مبادرة جديدة من أجل تحريك ملف الاتحاد الطلابي تستحق المتابعة، فهذا الملف أصبح من أكثر الملفات تعقيدا في المجالين الطلابي والشبابي. فمنذ بداية عهد الإصلاح السياسي في البلاد كثرت المحاولات من أجل إنشاء تنظيم يجمع الطلبة ويكون قادرا للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم ورعاية مصالحهم باستمرار.
ولكن المحاولات لم توفق أبدا، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن جميع المبادرات كانت قائمة على التسييس، ولم تظهر حتى الآن مبادرة جادة من أجل إنشاء تنظيم طلابي حيادي بأقصى حد، وإذا ظهرت بدائل فقد ظهرت ضعيفة للغاية. كما هو الحال بالنسبة إلى مجلس طلبة جامعة البحرين، فقد أنشئ المجلس وحقق إنجازات لم تتجاوز طموحات الطلبة، وعلى رغم ذلك فقد المجلس صدقيته أمام الطلبة، وزاد من إحباطاتهم، لأن القائمين عليه لم يكونوا قادرين على تفعيل دوره، أو حتى إبرازه إعلاميا، وتوضيح إنجازاته للرأي العام الطلابي.
وفي ضوء ذلك، مازال الطلبة يعانون من عدم وجود التنظيمات المناسبة لهم، القادرة على رعاية مصالحهم وشئونهم، وكذلك توعيتهم. ومن أسباب تسييس الطلبة غياب أي تنظيم قادر على إحداث التوازن بين المصالح الوطنية العليا، ومصالح الطلاب، وجميع المبادرات عادة ما تسعى إلى تحقيق مصالح القائمين عليها. وبإمكان إنشاء تنظيم متوازن أن يحد من قوة الاستقطاب التي يعاني منها الطلبة تجاه بعض التنظيمات التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة.
لذلك، فإننا نأمل أن يكون المشروع الجديد لإنشاء اتحاد وطني لطلبة البحرين في المملكة المتحدة أنموذجا لمشروع إنشاء تنظيم خاص بطلبة البحرين، وليس لطلبة تلك الجمعية أو هذه
العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ