مجلس النواب مكون من 40 عضوا، ولكن الشعب لا يسمع سوى أصوات 10 منهم، فطوال أدوار الانعقاد الثلاثة التي مضت كان الباقون في بيات شتوي طويل الأمد، كما لو أن غيبوبة خطفتهم من الحياة لتحلق بهم في عالم الأحلام، وقبل أن تعود الحياة البرلمانية للبلاد كان هناك عدد من النواب ممن لهم نشاط اجتماعي وثقافي وتطوعي واسع في المجتمع، حتى أن صفحات الصحف تكاد لا تخلو من وجوههم، إذ كان هذا النشاط فيهم متأججا جدا حتى قبل إعلان نتائج فرز الأصوات ومن بعد هذه الفترة تحلل وجودهم وذهب مع الرياح.
الفترة المقبلة أكثر حرجا للنواب فموعد وضع أجندة البرامج الانتخابية للعام 2006 اقترب، وبات عليهم أن يكونوا أكثر حذرا فالفصيل الخامل منهم مهدد بسحب البساط منه "والنشطين أيضا"، فليست المشكلات أو الأزمات هي التي تسمح بالكشف عن شجاعة النائب أو مواقفه الرجولية، كما أننالم نعد بحاجة لغاز المعامير، أو جدران المالكية ودمستان وسند وخليج توبلي، حتى يخرج ممثل عن منطقة ما ليدافع عنها، فكل فرد من الـ 40 عضوا ممثل عن جميع أبناء هذا الوطن، وليس عن نفر أو مجموعة من الناس، لذلك فمن الأجدى المشاركة؛ لأنه وبحسب القانون فإن خمسة نواب بإمكانهم استجواب وزير، ومن خلال هذا الاستجواب بإمكانهم تغيير سياسات أو سن تشريعات أو الدفع باتجاه اتخاذ قرارات مهمة، وهذا الأمر بمقدور خمسة نواب فماذا عن الباقين، ما عساهم أن يفعلوا حين يضعون مصلحة المواطن أولوية من خلال المشاركة الفاعلة في صنع القرار؟
هناك أعداد كبيرة من الدوائر في المملكة لا تعرف من هو ممثلها في "البرلمان"، ذلك لأنها لم تره إلا قبل ثلاث سنوات وقد نسيت ملامح وجهه أو الحرف الأول من اسمه، وهذا الأمر ليس ضربا من الخيال، ولكنه واقع نعايشه كل يوم، فعلى رغم أن النواب يتقاضون مبلغا جيدا من المال لقاء فتح مكاتب لهم بما تحويه من سكرتارية فإن غالبيتهم لا يملك مكتبا، والنتيجة أن أجور الأخيرة تذهب في جيوبهم، وهنا كيف للمنتخب أن يلتقي ممثله؟ وكيف له أن يشكو إليه وهو لا يراه إلا في الصحف؟
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ