كشف تقرير عسكري اسرائيلي حديث عن ارتفاع ظاهرة الإعفاء الطبي للاسرائيليين من الخدمة العسكرية على خلفية نفسية، وأن الوضع النفسي للإسرائيليين تضرر خلال سنوات انتفاضة الأقصى، التي قتل فيها أكثر من 1600 اسرائيلي وجرح الآلاف.
وأورد التقرير أنه في الأعوام الثلاثة الأخيرة طرأ ارتفاع في عدد متلقي الإعفاء الطبي على خلفية نفسية، وانه في العام 2002 تلقى إعفاء نفسيا نحو 7,7 في المئة من المرشحين للتجنيد في جيش الاحتلال، وفي العام 2003 ارتفع معدلهم إلى 9,1 في المئة، وفي العام 2004 سجل ارتفاع آخر قدر بنحو 10,5 في المئة.
وحسب التقرير، فإن معدل أبناء المدارس الدينية الذين لا يتجندون للتفرغ لدراسة التوراة يشهد ارتفاعا أيضا، إذ من المتوقع أن يصل في العام 2009 إلى ما نسبته 7,1 في المئة من المرشحين للتجنيد، مقابل 8,4 في المئة هذا العام 2005 و4,9 في المئة في العام .1991
وأعدت شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال، وثيقة أكدت أنه في غضون أربعة أعوام سيتقلص عدد الجنود النظاميين في الجيش، وذلك على فرض أن وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز سيفي بتعهده تقصير مدة الخدمة الإلزامية إلى نصف عام.
ربع الجيش يتعاطى المخدرات
من جانب آخر، كشفت معطيات بحثها الجيش الإسرائيلي مع السلطة المختصة لمكافحة السموم أن 25 في المئة من عدد الجنود في الجيش يتعاطون المخدرات خلال خدمتهم الإلزامية.
وحذرت مصادر قيادية في الجيش الإسرائيلي من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في صفوف الجنود، لا سيما خلال تأديتهم الخدمة العسكرية، مبينة أن أبحاثا رعاها الجيش بينت وجود علاقة مباشرة بين تعاطي المخدرات وبين محاولات الانتحار التي شهدت ارتفاعا هي الأخرى في صفوف الجنود الاسرائيليين.
ويسعى الجيش وسلطة مكافحة المخدرات إلى بلورة خطة خاصة، لمعالجة الجنود المتعاطين للمخدرات. وتشمل الخطة قيام سلطة مكافحة السموم، بتشجيع الجنود على تلقي استشارة الجهات المختصة بالمخدرات خلال إجازاتهم، إضافة إلى تكثيف عمليات نشر الوعي لمخاطر المخدرات.
كما أكدت مصادر صحافية اسرائيلية أن أهالي الجنود الإسرائيليين الذين أقدموا على الانتحار خلال تأديتهم الخدمة العسكرية في الأعوام الأخيرة قرروا تشكيل جمعية أهلية تسعى للحد من هذه الظاهرة وكشف العدد الحقيقي للجنود الذين أقدموا على الانتحار، مشككة في العدد الذي أعلنته قوات الاحتلال رسميا ومؤكدة أنه أكبر من ذلك بكثير.
ونقلت تلك المصادر عن رئيس "جمعية من أجل الحياة" دافيد ميري، وهو والد طيار في سلاح الجو الاسرائيلي أقدم على الانتحار العام الماضي "2004"، أن عدد المنتحرين داخل جيش الاحتلال سنويا، يفوق عدد الجنود الذين يقضون جراء حوادث سير أو تدريب أو في العمليات العسكرية.
وأوضح أن الجيش الاسرائيلي أعلن عن وفاة 28 جنديا في العام ،2004 منوها إلى ارتفاع نسبة المنتحرين، إذ شكك بأرقام الجيش، الذي لا يعلن بشكل دائم عن كل حوادث الانتحار، إضافة إلى أن الصحف عادة ما تنشر عن ذلك في صفحاتها الخلفية ومن دون أسماء
العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ