السبت سبمبو والأحد حبمبو والاثنين بابين والثلثاء منارة والأربعاء إبشارة والخميس ذبحنه إبليس والجمعه عيدنا وعيد الرسول محمد "ص". .. تذكرت هذه النشيدة التي كنا نرددها ونحن صغار عندما كنا نلعب بكرة صغيرة نمسكها ونضربها في الأرض ثم نمسكها ثانية وهكذا... تذكرت هذه النشيدة بعدما هزت الانفجارات الأربعة طرق وسبل المواصلات في العاصمة البريطانية "لندن" في يوم الخميس الماضي وربطتها بالانفجارات التي هزت نيويورك في يوم الاثنين لسنوات مضت... كنا في النشيدة نقول الاثنين بابين وهما برجي مركز التجارة في نيويورك اللذين ضربا في يوم الاثنين... وكنا نقول الخميس ذبحنه إبليس وقد ضرب الإرهاب لندن في يوم الخميس... اللهم لاشماتة... لكن الواقع يقول بأننا كعرب ومسلمين قد خسرنا لندن وعموم بريطانيا بعد هذه التفجيرات الإرهابية التي لايرضى الصديق بها ولا العدو.
وبغض النظر عن التصريحات الحكومية البريطانية فإن المعلومات الآتية من هناك تدل دلالة واضحة على تنامي وتصاعد روح الكراهية والعداء لكل ما هو مسلم وعربي خصوصا بعدما ألصقت تهمة التفجيرات الإرهابية بعناصر القاعدة الذين هم عرب ومسلمون... لقد خسرنا لندن المدينة السياحية الجميلة ذات الأسواق الضخمة والعجيبة التي يتوجه لها الكثير من العرب في الصيف للسياحة والتسوق... والصيف قد بدأ... وخسرنا عموم بريطانيا التي يدرس في جامعاتها الكثير من طلبتنا العرب والمسلمين بعدما صعبت عليهم الدراسة في الجامعات الأميركية بعد تفجيرات سبتمبر المشهورة نظرا لتصاعد روح العداء بين المواطنين الأميركيين والعرب ما جعل السكن والدراسة فيها لا تطاق ولا تحتمل مع زيادة تعقيدات الدخول من المطارات أو الحصول على التأشيرات اللازمة من السفارات الأميركية... وبريطانيا ستصبح لنا ولأبنائنا نفس أميركا وأكثر بعد أن هزتها قنابل الإرهاب وتوجهت أصابع الاتهام لعناصر القاعدة... لذلك خسرناها... وعلى العرب والخليجيين بالذات أن يبحثوا لهم عن مصيف آخر وجامعات أخرى.
هذا من ناحية... ولكن من ناحية أخرى فإن لندن قد خسرتنا وخسرت أموالنا... لقد درست كما درس الكثيرون غيري في الجامعات البريطانية وكان الاعتماد المالي التشغيلي والدراسي لجميع الجامعات يقع على عاتق الطلبة العرب "أهلهم أو من أرسلهم"... لأن الطلبة البريطانيين والذين هم من دول الكومنولث الفقيرة يكون لهم منح في الجامعات من قبل الحكومة البريطانية تدفع مقابل لها مبالغ صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع وإذا انقطع الطلبة العرب عن الدراسة في بريطانيا "لأي سبب من الأسباب" فإنه من المؤكد أن تغلق الكثير من الجامعات والمعاهد أبوابها هناك... ومن المعروف أن وجود الطلبة العرب في أية مدينة بريطانية يتسبب في إنعاش هذه المدينة اقتصاديا سواء في التسوق أو في ارتفاع قيمة العقارات والإيجار... وكذلك وجود السياح العرب في لندن كان ومازال هو السبب الرئيسي في الارتفاع الغير معقول والجنوني لأسعار الفنادق والمطاعم والشقق... وإذا خاف العرب من الذهاب إلى بريطانيا بسبب الروح العدائية المتنامية ضدهم هناك أو تم تصعيب الذهاب لهم أو منعهم لأي سبب من الأسباب فإن الخاسر الأكبر سيكون الاقتصاد البريطاني والجنيه الإسترليني الذي ستقل قيمته بلا شك... بعد تنامي الروح العدائية للشعب الأميركي ضد العرب خصوصا والمسلمين عموما وبعد أن تم تصعيب سفرهم للولايات المتحدة الأميركية ودقة تفتيشهم في المطارات أغلقت الكثير من الجامعات الأميركية أبوابها وفقد الكثير من العاملين وظائفهم وأصبحوا عبئا على الدولة... وهذا ما ستخسره لندن إذا سلكت نفس الطريق
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1038 - السبت 09 يوليو 2005م الموافق 02 جمادى الآخرة 1426هـ