أين الخلل؟ سؤال طرحته "الوسط" على وزير العمل مجيد العلوي خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه نتائج مسح القوى العاملة، وكشف عن وجود 20 ألف عاطل في المملكة، ووجود أكثر من 2400 وظيفة شاغرة لدى الوزارة لا تجد من يشغلها، وفرص تدريب في كل من بابكو وألبا وقطاع التجزئة وغيرها.
العلوي ربط الخلل بمفارقات واضحة أهمها ربط البطالة بالحراك السياسي والتسييس، مستشهدا بالكثير من حالات الرفض التي تلقتها الوزارة من العاطلين لمقابلات عمل متعذرين بحضورهم لاعتصامات وفعاليات يطالب فيها بعمل، ولكن ليس أي عمل. والسؤال الذي لا توجد إجابة عليه حتى الآن من قبل العاطلين هو إصرارهم على رفض العمل في أي موقف ومكان بأجر 150 دينارا فأقل، مفضلين البقاء في المنزل على القبول بهذا الأجر. الوزير أكد كثيرا أن المشكلة تكمن في تدني الأجور الحالية، ولكن هذا لا يعني أن يبقى الشباب عاطلا عن العمل "عالة على الآخرين"، خصوصا أن ثلثي العاطلين عن العمل هم ممن يحملون شهادات أقل من الثانوية العامة!
ما يميز مشكلة البطالة في المملكة، هو عدم القدرة على الفصل بينها وبين قضايا أخرى يعاني منها المجتمع ومنها ظاهرة العمالة الوافدة، وخلل التركيبة السكانية واللجوء إلى الأجانب في القطاع العسكري "الدفاع والداخلية". وهو الأمر الذي يعني ارتباط حل مشكلة البطالة بحل المشكلتين الأخريين، أو بمعنى آخر عدم وجود حل حاسم لمشكلة البطالة من دون حلول حاسمة للتركيبة السكانية والعمالة الوافدة.
الحل يكمن في توظيف ثلثي العاطلين عن العمل الذين يحملون شهادات دون الثانوية العامة في السلك العسكري مثل بقية دول العالم لإنهاء أزمة سيطول بقاؤها في ظل الرفض الحكومي لفتح القطاع العسكري للبحرينيين ورفض البحرينيين لأجور القطاع الخاص
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1038 - السبت 09 يوليو 2005م الموافق 02 جمادى الآخرة 1426هـ