العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ

"أطعم الفم تستحي العين"

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

لا أحد يستطيع أن ينكر أن عالمنا العربي برزت "أجنحته" "بفضل الله طبعا" وبدأ التحليق في "مجال الديمقراطية" ودخل أجواء الإصلاحات السياسية، إلا ان "عاداته وتقاليده الديمقراطية القديمة" مازالت تشتت انتباهه وتجعله متخبطا بين اليمين والشمال لا يعرف الاتجاه الصحيح. وخير دليل على ذلك أن "تقليد شراء الأصوات في الانتخابات" مازال من أبرز التقاليد الملازمة لأي حدث ديمقراطي. فمنذ قيام بلادنا العربية بالإصلاحات شكل دفع الأموال والمحسوبية السياسية والتلاعب، إضافة إلى البنى العشائرية والطائفية أبرز محركات النجاح في الانتخابات العامة.

أعطنا مثالا واحدا عن "ديمقراطية عربية" لا تحمل شكلا من الأشكال السابقة؛ وسأجزم لك أنه مع بدء كل حدث انتخابي في أية دولة عربية سترتفع أسعار "الخرفان" ولن يعدم فقير من أكل وجبة ساخنة ترضي كل "جوعان".

فالانتخابات الرئاسية أو البلدية وحتى النيابية تعد فرصة سانحة لـ "الرعاة" لرفع أسعار "الخرفان" إلى أعلى سعر لا يمكن أن تتخيله، ولو كان لك من المال اليسير لكان أفضل مشروع تكسب منه "الذهب" هو إنشاء "حظيرة للرؤوس"، طبعا رؤوس "الخرفان" وليس البشر حتى لا يفهمني أحد "غلطا"! وحتى نفهم الصورة جيدا، فإن علاقة "الخروف" مع المرشحين في الانتخابات العربية علاقة وثيقة، فبلا "خرفان" لا يمكن أن تستقيم الدورة الانتخابية العربية. فإذا تأملت المشهد الانتخابي العربي من مصر إلى الكويت فإنك سترى أن "الخرفان" تذبح احتفالا بترشيح فلان من الناس أولا، ثم ستذبح مرة أخرى احتفالا بنجاح المرشح الفلاني في الانتخابات. ولا ذنب لـ "الخرفان" سوى أنها كانت ضحية مخترع المثل: "أطعم الفم تستحي العين".

وأخيرا، إن كنت من قائمة "الجوعان" أو "الرعاة"، فلتحذر فمبدأ "أطعم الفم تستحي العين" يتعارض مع "ما أخذ بعين الحياء فهو حرام"

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً