وقعت الانفجارات في لندن، والسؤال: كيف سيكون وضع المسلمين هناك؟ كيف سيكون مستقبل الجالية الإسلامية والعربية؟ ماذا عن أبنائنا الطلبة في بريطانيا؟ قبل الدخول في بقية الاستفسارات لابد من تقديم التعازي إلى أهالي كل الذين سقطوا ضحايا الحادث الدامي.

الأسئلة: كيف ستكون نظرة العالم لنا نحن المسلمين؟ كيف سيكون وضع العالم بعد انفجارات لندن؟

بعد انفجارات 11 سبتمبر/ أيلول سقطت أفغانستان وسقط العراق وأصبحا تحت قبضة الاحتلال. وبدأ العالم يتجه إلى تقويض أي رافد إسلامي وتجفيف الينابيع... أقفلت مراكز إسلامية عالمية ليس لها ذنب، فيما حصل وبدأت العقلية الشعبية في بعض دول الغرب تقرأ أن أي إسلامي مفخخ وقابل للاشتعال والانفجار في أية لحظة.

ذات يوم، ذهبت إلى الغرب وفي الطائرة كان هناك مسلم وكان يقرأ القرآن عن ظهر قلب، فبدأ الخوف يتسرب في قلوب بعض الجالسين على المقاعد فجاءت المضيفة وسألته بعض الأسئلة ونصحته بعدم الاستمرار أو القراءة قلبيا.

بعد انفجارات لندن سيبدأ عالم آخر، فكما العالم تحول بعد 11 سبتمبر إلى عالم آخر، كذلك الأمر بعد تفجيرات لندن.

لاشك أن أهالي الطلبة والدبلوماسيين والسياحيين البحرينيين الموجودين في لندن في قلق على أبنائهم. ومن حقهم ذلك، وكل أملنا - وهذا ما عهدناه من السفارة البحرينية في لندن - أن يتم توفير أقصى أنواع التسهيلات والتطمينات للبحرينيين في بريطانيا ولاشك انهم بحاجة إلى احتياطات أمنية ولو من باب الوقاية من أية ردود فعل قد تحدث تجاه العرب والمسلمين وان كنا على ثقة بأن الشعب البريطاني شعب طيب قادر على التمييز وعدم الخلط في الأمور.

طلبتنا في الجامعات البريطانية لاشك بحاجة إلى دعم معنوي، وربما مادي... بحاجة إلى تواصل مستمر مع أهاليهم... مع أصدقائهم.

بعد 11 سبتمبر، بدأ عدد كبير من العرب الخروج من الجامعات الأميركية وعادوا إلى أوطانهم لظروف وأسباب مختلفة.

أملنا ألا يحدث ذلك في بريطانيا وأن تمر الأمور بصورة طبيعية وأن كنت لا أشك في ان بريطانيا ستشرع قوانين أكثر صرامة. لاشك ان الحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا ستزداد تعقيدا. من سلم من الجمعيات الإسلامية وطاف بأمواله وتبرعاته بعد 11 سبتمبر لن يسلم اليوم ولو كان واضحا وشفافا في أمواله، لأن بعد 11 سبتمبر قرارات التجفيف شملت الكثير من الأبرياء. سترتفع أصوات متشددين في أميركا وأوروبا في الصحافة والإعلام لتشديد القبضة على المسلمين، وسنشهد حملات إعلامية قوية على دول إسلامية وعربية وستطلع "إسرائيل" لتشب الفتنة أكثر وأكثر