وقعت يوم أمس اعتداءات إرهابية دامية في قلب العاصمة البريطانية "لندن"، إذ وقعت أربعة انفجارات ثلاثة منها في محطات مترو الأنفاق، بينما وقع الرابع في حافلة نقل. وأدت هذه التفجيرات الدامية إلى مقتل 37 شخصا وجرح 700 آخرين وفق حصيلة مؤقتة قابلة للزيادة.
وتبنى تنظيم "قاعدة الجهاد في أوروبا" الهجمات وتوعد الدول الأوروبية بهجمات مماثلة ما لم تسحب قواتها المتعددة الجنسية من العراق وأفغانستان.
ووقعت هذه الهجمات بعد شهور كثيرة من التحذيرات والمعلومات الاستخبارية باحتمال حدوثها، وتأهبت لندن طويلا، غير أنها يوم أمس لم يكن متوقعا بالنسبة إليها لأن الشرطة والاستخبارات لم تردها معلومات باحتمال وقوعها في هذا اليوم تحديدا.
وأحدثت هذه التفجيرات الدامية ما هو متوقع "إذ قامت الدنيا ولم تقعد" لأنها وقعت في لندن، فقد أدانها مجلس الأمن والكثير من دول العالم وأدت إلى تأهب عالمي ويجتمع اليوم حلف شمال الأطلسي "ناتو" لتدارس الوضع على إثرها. وأتت الإدانة بشكل طبيعي من دول العالمين العربي والإسلامي لهذه التفجيرات لأنها تبغض الإرهاب ولا تعتبره من الإسلام في شيء.
وبالتأكيد، ستكون هناك تبعات تستمر في الفترة المقبلة، وستتخذ احتياطات أمنية جديدة في كل وسائل النقل في العالم.
يبقى هنالك أمران لابد من الإشارة إليهما، الأول ينبغي ألا تنسب هذه التفجيرات إلى المسلمين جميعا وبالتالي يقع عليهم "العقاب" الغربي والشرقي أكثر مما هو واقع بل يجب أن يكون هناك إنصاف. الثاني ليتذكر الغرب الذي هب للتضامن مع بريطانيا أن هناك دولة محتلة تقع فيها فظائع بشكل يومي أكثر مما يحدث في أي مكان آخر وهي دولة فلسطين الرازحة تحت الاحتلال الإسرائيلي أكثر من نصف قرن وليساهموا بحق في رفع الظلم عنها
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1036 - الخميس 07 يوليو 2005م الموافق 30 جمادى الأولى 1426هـ