كثير من أعمالنا قد تتلاشى وقد نزرع أشجار خير، ولكن سرعان ما تحترق وخصوصا في غمرة السياسة. .. أسعد لحظة أعيشها عندما أحظى بانجاح ملف يكون مردوده خيرا على الضعفاء من المواطنين... كل ذلك يهون على الإنسان تلك الحجارة التي تلقى عليه أو يذيب صور المشانق التي تزرع في طريق الكفاح المهني.

الأعمال الإنسانية هي ذخيرة الإنسان في حياته وآخرته وهي التي تزيل من على ثوبه ادران السياسة وتغسل أخطاءه، فما أجمل ان نرسم ابتسامة على شفتي طفل معوق أو نزرع الأمل في عين أم بدأت ترى طفلتها تسمع رنين الساعة بعد زرع القوقعة كأم بنت الهدى، وما أجمل ان ننسج عشا دافئا لعائلة كانت تسكن في بيت من الصفيح... قبل شهر كتبت مقالين عن مركز البحرين الشامل لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وهناك تحدثت عن بعض الاطفال المعوقين بعضهم يحتاج الى كفالة مادية... تلمست رؤوسهم... تصفحت وجوههم البريئة فوجدت فيها كثيرا من الأسئلة... أين نحن من المجتمع؟ لماذا نحن خارج الأجندة؟ تحدثت عن ادمعهم... عن براءتهم... عن المستقبل المجهول.

بعد فترة من كتابة المقال تسارع عدد من أهل الخير لدعم هؤلاء الاطفال ولدعم المركز ووصلتني رسالة رسمية من المركز بتاريخ 4 يونيو/ حزيران ،2005 فيها: بعد ان قمتم بنشر المقال في الصحافة جاءت ردود الفعل سريعة فكانت النتائج:

- تم كفالة 4 أطفال للسنة الدراسية 2005 - 2006 من قبل فاعلات خير وايضا من قبل الجمعية النسائية الدولية. وبقي الآن 7 أطفال لم يحصلوا الى الآن على كفالة بعد. أتمنى من المسئولين أو الشركات كفالة بقية الاطفال.

- تم التبرع بشيك وقدره 1000 دينار من أميركان اكسبرس.

- تم التبرع بعدد 4 كمبيوترات شاملة من عالم الكمبيوتر وجمعية الكمادوريون.

- تم التبرع بصباغة الصفوف، وعمل كراسي وطاولات وخزائن للصفوف، وتعديل الحديقة والألعاب من قبل فاعل خير.

- الى جانب انه تمت اتصالات من قبل شركة تدرس الموضوع حاليا.

- تم في المركز استقبال عدد من النساء اللواتي ابدين رغبة في تقديم بعض المساعدات.

طبعا بدوري أشكر المواطنين والشركات التي قامت بدعم هذا المركز وكان لهذا الفعل اثر كبير على معنويات أهالي الاطفال الذين تمت كفالتهم ولا شك ان النقص الكامن في بعض مواقع المركز سيكون له أثر إيجابي على مستوى التدريس وتوفير جميع الاجواء التربوية على الاطفال.

بقيت هناك بعض النقوصات التي نتمنى من بقية المواطنين أو الشركات المساهمة في ايجادها.

1- التبرع بشراء "ميني باص" لتوصيل الأطفال.

2- البحث عمن يكفل باقي الاطفال المحتاجين.

3- توفير مكيفات للمركز وذلك لعدم صلاحية بعض المكيفات الموجودة وخصوصا في فصل الصيف.

الاسبوع الماضي التقيت مع آباء بعض الاطفال، اذ قام مركز البحرين الشامل بعقد اللقاء وتبادلت الحديث مع بعض الآباء فقد كانوا يثنون على جهود المركز وعلى النتائج التي حصلوا عليها من وجود ابنائهم. اتذكر أبا كان يقول: كان ابني لا ينطق... ذهبت به الى أماكن كثيرة حتى استقر بي المقام في المركز بعد فترة بدأ ابني ينطق شعرت بالسعادة. آخر وهو من سكنة المحرق يقول: على رغم المساحة الواسعة والطويلة ما بين المحرق ومكان المركز فإنني مصر على ابقاء ابني في المركز الشامل لما وجدته من اعتناء.

عندما جلست مع الآباء والأمهات وسمعتهم كيف يتكلمون عن ابنائهم شعرت بالتقصير وقلت في الكلمة التي ألقيتها: كيف نستطيع ان نخلق وعيا اجتماعيا تضامنيا مع هذه الطبقة من الأبناء... كيف نبني لآخرتنا عملا خيرا. عندما نساهم بالتبرع وكفالة طفل فقير أو يتيم بذلك نرد شرور الدنيا عن اطفالنا... لماذا لا نزرع الابتسامة؟ كم سيكلفنا ذلك؟

لمن أراد كفالة بقية الاطفال أو المساهمة في فعل الخير فليتصل على هاتف المركز 39165999/17591900 أو التبرع لحساب المركز: 001 - 758075 - 0011 بنك الأهلي المتحد