العدد 1035 - الأربعاء 06 يوليو 2005م الموافق 29 جمادى الأولى 1426هـ

بين "ترام" الإسكندرية و"غفصة" المنامة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

الإسكندرية، قبل الفيضان أي قبل آلاف السنين، تذكر الروايات أنها كانت جزيرة، وإبان ازدهار الحضارة اليونانية، تعتبر الإسكندرية مركزا للحضارة الإغريقية، لذلك فإن الاكتشافات المتتالية، سواء في عمق البحر أمام "قلعة قاتباي" التي تحد الاسكندرية من الجهة الشمالية الغربية، أم في "خليج أبوقير" الذي يحد الاسكندرية من الجهة المقابلة، أم على اليابسة موقع مكتبة الاسكندرية الآن. .. كلها اكتشافات تؤكد عراقة الإسكندرية وأنها كانت عاصمة لمصر طوال قرون عدة منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر العام 332 ق. م. الاسكندرية بهوائها الطلق، وطبيعتها الساحلية الخلابة تستهوي قلوب وعقول الكثيرين من السياح، من شتى الدول وخصوصا دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتمتزج على ساحل الاسكندرية صيفا مختلف الفعاليات والأنشطة الدينية كمولد المرسي أبوالعباس، ومولد سيدي جابر الانصاري، ومولد سيدي بشر، وهذه الموالد الثلاثة تعتبر من الروافد الأساسية لأصحاب الطرق الصوفية، وهناك أيضا مركز للشبان المسلمين "حركة الإخوان المسلمين" وهو على "خط الترام"... وخط الترام الكهربائي ممتد من محطة الرمل، وهي مركز التسوق لذوي الدخول المتوسطة والمحدودة جدا، مرورا بحي الشاطبي وكامب شيزار "المعسكر" ومنطقة الإبراهيمية ومنطقة سيدي جابر "وهي محطة رئيسية أيضا للقطارات البخارية التي تصل الإسكندرية بالعاصمة القاهرة وبقية المحافظات"، وأيضا يمر الترام بمنطقة مصطفى كامل "مساكن الضباط" والتي شيدها الرئيس أنور السادات للضباط بعد أن تمت إحالتهم "على المعاش" أي التقاعد وخروج مصر من خط المواجهة مع الكيان الصهيوني. وخط الترام ينتهي بمحطة النصر أو "باكوس"، ويغطي طوليا غالبية المراكز الرئيسية في الإسكندرية، ويعود تاريخ تأسيس الترام إلى العام 1863م وبدأ بعربة واحدة ذات طابقين تجرها الخيول، ومع التطور التكنولوجي وتعدد مصادر الطاقة تم استخدام الطاقة الكهربائية في تشغيله، وترافق ذلك مع زيادة القاطرات التي تسير على خط الترام. في الإسكندرية، الكثير من الطوائف المسيحية، الأقباط الأرثوذكس الروم والسريان، ويوجد معبد يهودي في سوق الرمل مزين بالنجمة السداسية، ووسط مركز المدينة يوجد مقر لحزب الوفد، وتعتبر الإسكندرية أحد معاقل الوفديين. وحول خط الترام تمنى الأخوان، عباس الحداد ابن رأس الرمان وصلاح الحادي ابن الرفاع الشرقي، وجود مثل هذا الخط في البحرين، فوجود مثل هذا الخط الكهربائي في مملكة البحرين سيوفر الطاقة ويخفف من الوطأة المتعاظمة على البيئة جراء التلوث المنبعث من عوادم السيارات والحافلات، كما سيخفف "الترام الكهربائي" من الحال النفسية المتأزمة جراء ازدحامات "ورعصة وغفصة" الطرق لدينا في البحرين. والأهم من كل ذلك هو توفير بعض النقود التي يتم صرفها على وسائل النقل الشخصية للشرائح الفقيرة والتى هي في ازدياد مطرد، إذ سعر تذكرة الترام "25 قرشا"، ربع جنيه مصري، أي ما يساوي تقريبا 17 فلسا بحرينيا... والله "ببلاش"!

في البحرين يوجد إمكان في ربط جميع مدن وقرى المملكة بخط أو خطين أو ثلاثة من خطوط الترام الكهربائي بشرط أن يكون مكيفا! ذلك أن صيف البحرين ليس كصيف الإسكندرية، لا هواء طلق ولا سواحل استجمام وراحة، إذ ان الرطوبة العالية في البحرين تقضي على أية فرصة للترويح عن النفس، وكذلك فإن عملية الاستيلاء على معظم سواحل البحرين "80 في المئة منها ملك خاص" يجعل من صيف البحرين لا يطاق. وكان الله في عونكم، والله يبرد على شعب البحرين في الجنة إن شاء الله، إذ ان "غالبية أهل الجنة هم الفقراء" وغالبية شعب البحرين من أصحاب الدخول المتدنية

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1035 - الأربعاء 06 يوليو 2005م الموافق 29 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً