خطت قمة الثماني طريقا طويلا منذ أن نشأت الفكرة قبل حوالي 30 عاما عندما اقترح الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان والمستشار الألماني هلموت شميث عقد اجتماع دوري في نهاية كل أسبوع مع زعماء اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا لتتكون مجموعة الخمس في حينها نتيجة لأزمة النفط في العام 1973 - 1974 والتضخم الذي نتج عنها. ثم اجتهد الإيطاليون ونجحوا في ضم أنفسهم إلى المجموعة، الأمر الذي جعل الرئيس الأميركي جيرالد فورد يشعر أن الأوروبيين فاقوه عددا، فدفع البريطانيين والألمان للموافقة على ضم الكنديين لتصبح مجموعة السبعة. ثم في العام 1989 ومع تقدم البيريسترويكا فرض الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف بلاده كواحدة ضمن المجموعة.

واليوم تتجه مجموعة الثماني لأن تصبح مجموعة العشرة مع انضمام الهند والصين وربما مجموعة الـ 11 مع انضمام البرازيل. لكن لسوء الطالع تبدو قمة هذه السنة قمة زعماء بدأوا بفقدان نفوذهم، كما أن الخلافات بينهم جعل التوجه السياسي يطغى دائما على الأجندة المتمثلة في معالجة الاحتباس الحراري والفقر العالمي وأسعار النفط المرتفعة.

فإذا ما تمكن المستشار الألماني غيرهارد شرودر من الفوز في الانتخابات في سبتمبر/ أيلول المقبل فستكون تلك معجزة له بعد حجب الثقة عن حكومته الأسبوع الجاري. كما لا تبدو استطلاعات الرأي - والاقتصاد المعتدل - في صالح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني فيما رئيس الوزراء الكندي بول مارتن بالكاد يحكم قبضته على منصبه.

أما الثنائي الانجلو - أميركي "جورج بوش وطوني بلير" فأيامهما معدودة في السلطة وينطبق الأمر على كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي. كما أن العار الذي ألحقه الناخبون بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في الاستفتاء على الدستور لم يترك له نفوذا كبيرا في قصر الاليزيه.

إذا الأمل معقود فقط على الزعماء الجدد القادمين إلى المجموعة من "الهند والصين وغيرها" وما يمثلونه من اقتصاد قوي يدفع نحو نفوذ سياسي استراتيجي وخصوصا إذا نفذت الإصلاحات المرتقبة في الأمم المتحدة ما يعزز فرص تنفيذ الأجندة العالقة لهذا التكتل