مع اقتراب موعد قمة مجموعة الثماني "جيه 8" المخصصة لمكافحة الفقر- المقرر عقدها غدا الأربعاء في غلين ايغلز في اسكتلندا - تعم التعبئة مجددا صفوف نجوم موسيقى البوب بقيادة الموسيقي البريطاني بوب غيلدوف، سعيا لتوعية الضمائر والضغط على القادة السياسيين، من خلال إقامة حفل موسيقي ضخم يمر بثماني عواصم هي: "برلين وجوهانسبيرغ ولندن وفيلادلفيا وروما وطوكيو وتورونتو وباريس"، أطلقوا عليه اسم "لايف 8". ذاك الحدث الموسيقي -الإنساني يعد حملة طموحة لإنهاء الفقر في العالم والقارة الإفريقية بالضغط على قادة "جيه 8"، فعلى رغم أن أكثر موسيقيي العالم شهرة سيغنون، إلا أنهم ليسوا نجوم الحفلة، بل هم زعماء الدول الصناعية الكبرى. فلنكن بمنتهى الوضوح، فجميع من يشارك في الحفلات يشارك لأن الأجيال التي تراقب لن تقبل بعد الآن استمرار ألم الفقراء طالما لدينا القدرة المالية والأخلاقية على وضع حد له، فالـ "لايف 8" تخاطب القادة قائلة: "نحن الآن نجمع لكم أضخم تفويض في التاريخ لتبدأوا العمل على إنهاء الفقر".

الحفل الإنساني سيحدث ضجيجا وسيعزف موسيقى البدء الجمعة المقبل "اليوم المتوقع صدور مقررات قمة الثماني" ليسمع من الـ "جيه 8" قرارات تشكل "اختراعا تاريخيا"، إذ سيسود العالم صمت عظيم فيما ينتظرون حكم "الثماني"، فنرجو ألا يخيبوا ظننا. وأما في عالمنا العربي، فبحسب تقديرات البنك الدولي المنشورة بشأن فقر الدخل في الدول العربية، فإن الفقر يطال نحو نصف هذه الدول، إلا أن الجهود العربية لمكافحته، تفتقر إلى السياسات التنموية الصحيحة، بل مازلنا نتحدث باستحياء عن أسئلة الفقر والجوع، ولا نستطيع تذكير قادتنا عندما يجتمعون بها.

ماذا كان ينقصنا، لو قام ثري أو نبيل عربي على غرار غيلدوف بتنظيم مهرجان غنائي عبر عواصم كثيرة، فيشترك هو، النبيل البريطاني من أجل مكافحة الفقر